جنود الجيش الذي لا يقهر يهربون من مواجهة “قنبر”
أفادت القناة العبرية الثانية أنه رغم وجود عشرات الجنود الإسرائيليين في موقع عملية الدّهس التي حصلت امس الاحد جنوبي شرق القدس، إلّا أنهم اختاروا الهروب من المكان، بدلاً من إطلاق النار على المنفّذ الشهيد فادي قنبر.
وأضافت هذه القناة، أن الأنباء تُفيد بأن المجموعة المستهدفة في عملية الدهس التي أدّت إلى مقتل أربعة جنود وإصابة 15 آخرين، كانت مؤلفة من جنود الجيش الإسرائيلي ضمن جولة تعريفية في مدينة القدس، إضافة لوجود عدد من المرشدين السياحيين بين المجموعة.
وقد أظهر شريط فيديو نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي من إحدى كاميرات المراقبة قرب مستوطنة “أرمون هنتسيف” ، هروب الجنود الإسرائيليين لحظة قيام الشهيد فادي بتنفيذ عملية دهس دون إطلاق النار عليه منذ البداية.
وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلية، قد ذكرت في بيان لها، أن شاباً فلسطينياً نفّذ عملية دهس من خلال شاحنة كان يقودها قرب مستوطنة “أرمون هنتسيف”، ما أدًى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين (بينهم مجنّدة).
وأضافت أن ما لا يقل عن 15 جندياً إسرائيلياً أُصيبوا بجراح متفاوتة خلال عملية الدهس، حيث وصفت المصادر الطبية جراح أحدهم ببالغة الخطورة، وأربع إصابات بـ”المتوسطة”، وعشر إصابات وُصفت بـ”الطفيفة”.
وأعقب ذلك، إطلاق النار على الشاب الفلسطيني الذي أكّدت مصادر فلسطينية محلية بأنه “فادي أحمد القنبر” ويبلغ من العمر 28 عاماً.
وأكّدت الشرطة الإسرائيلية أنه تم حظر النشر حول تفاصيل ما أسمتها بـ”العملية الإرهابية” حتى الثامن من شهر شباط المقبل.
وأفادت مصادر محلية أن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت منزل الشهيد في بلدة جبل المكبر، واعتقلت عدداً من أفراد العائلة، واقتادتهم للتحقيقات.
ويمكن أن نرى في مقطع الفيديو لحظة الدهس، التي أسرع فيها سائق الشاحنة نحو مجموعة من الإسرائيليين الذين وقفوا متجمّعين. بعد الحادثة فورا، بدأ الإسرائيليون، ومن بينهم الكثير من الجنود، بالهروب من المكان، في الوقت الذي استدار سائق الشاحنة وعاد ودهس آخرين.
وقد أطلق شخص مدني كان حاضرا في المكان النار على السائق الشهيد الذي نفذ عملية الدهس من مسدّسه الشخصي، رغم أنّه أصيب بجراح طفيفة.. وقال إنّه في البداية ظنّ أنّ الحديث يدور عن حادث طرق، ولكن بعد أن عادت الشاحنة أدراجها وبدأت بالاقتراب إلى الجرحى أدرك أنّها محاولة دهس متعمّدة.
واضاف هذا الاسرائيلي المدني يقول : انه شعر بإحباط كبير عندما انتهت الرصاصات من مسدّسه واستمر السائق في عملية الدهس، في حين أن الكثير من الجنود في المنطقة كانوا يحملون سلاحا وهربوا دون أن يطلقوا النار تجاهه.
هذا وقد أصبح الموضوع الآن قيد التحقيق في الجيش، حيث قدِم قائد الدورة المسؤول عن أولئك الجنود إلى ساحة العملية وبدأ باستجوابهم فورا.
اما مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل فقد حفلت بالسؤال المركزي التالي: لماذا شُوهد عشرات الجنود وهم يهربون من ساحة الحادثة ولم يحاولوا إيقاف الداهس ؟ وقد اندلع جدل واسع في هذه المواقع حول هذا الجبن والتخاذل العسكري.