​رحيل المطران كابوتشي بعد حياة حافلة بالعطاء الديني والوطني

بعد حياة طويلة وحافلة بالعطاء الديني والوطني, توفي يوم امس الاحد, هيلاريون كابوتشي،  مطران كنيسة الروم الكاثوليك في القدس المحتلة، في المنفى بالعاصمة الايطالية روما، فيما نعى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركة “حماس”، الراحل ووصفاه بـ”المناضل الكبير”.

وقد عُرف المطران كابوتشي رجل الدين المسيحي المولود في مدينة حلب السورية عام 1922، بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين، وبدفاعه عن حقوق الشعب الفلسطيني، حيث كان مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965.

لقد عمل المطران كابوتشي سرًا على دعم المقاومة، حيث اعتقلته سلطات الاحتلال في آب عام 1974، أثناء محاولته تهريب أسلحة للمقاومة، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن 12 عاماً، وأفرج عنه بعد 4 سنوات بوساطة من الفاتيكان، ونُفي عن فلسطين عام 1978.

عاش الراحل المناضل في المنفى بالعاصمة روما، حتى وفاته، وقد كرمته السودان ومصر وليبيا والعراق وسوريا والكويت بطابع بريد يحمل صورته.

وفي شباط عام 2009 كان المطران كابوتشي على متن أسطول الحرية الذي كان يحمل المساعدات الإغاثية لأهالي غزة المحاصرين من سلطات الاحتلال، التي هاجمت سفينة مافي مرمرة وصادرت المساعدات ورحلت من كانوا على متن الأسطول.

وقد نعى رئيس السلطة محمود عباس، المطران كابوتشي، ووصفه بـ”المناضل الكبير”, بعد ان كان عباس قد قلد المطران الراحل وسام نجمة القدس عام 2013 في روما، تقديرا لمواقفه ودوره البطولي.

كما نعت حكومة رامي الحمد الله، المطران كابوتشي. وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود: “إن رحيل المطران ترك حزنا عميقا في قلب كل فلسطيني نظرا للسيرة النضالية الحافلة والمواقف الوطنية التي تمسك بها المطران في دفاعه عن الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية الى جانب مكانته وسمو منزلته الدينية”.

عضو المكتب السياسي لـ”حماس”، عزت الرشق، قال في تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “برحيل المطران هيلاريون كابوتشي في العاصمة الإيطالية روما تفقد فلسطين مناضلاً كبيرًا وقف مع شعبنا وحقوقه العادلة ودفع ثمن مواقفه الشجاعة”.

وأضاف: “وحدتنا مع المطران كابوتشي، المقاومة، ووحدتنا الحقوق، ووحدنا الإبعاد، وفرّقنا الموت.. وداعًا أيها المناضل الكبير”، مشيرًا إلى أن المطران كابوتشي رحل في المنفى، لكن مواقفه الجريئة ضد الاحتلال ونصرته للشعب الفلسطيني ومقاومته بقيت شاهدة عليه.

وتابع الرشق: “المطران هيلاريون كابوتشي، اسمٌ لمناضل كبير جسّد بمواقفه ملاحم من البطولة والشجاعة، ستذكرها الأجيال الفلسطينية بعد وفاته، لتبقى ذكراه حيّة”.

كذلك نعت سفارة فلسطين لدى “الكرسي الرسولي”، المطران كابوتشي. فيما نعته سفيرة فلسطين لدى إيطاليا، مي كيله، مؤكدة أنه “مناضل قومي وعروبي وأممي، وطبع اسمه في كافة المحافل التي تدافع عن حرية الشعوب وحقوق الإنسان”.

في حين نعت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، هذا المطران المجاهد، وتقدمت الى من ذويه وأهله والشعوب العربية، وبالأخص الشعبين السوري والفلسطيني بخالص العزاء والمواساة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى