توقف صحيفتي المجد والسفير عن الصدور
بقلم : شفيق عبيدات
لم يفاجئني الا أنه احزنني اعلان الصحفي الكبير فهد الريماوي ناشر صحيفة المجد الاسبوعيه ، وطلال سلمان ناشر صحيفة السفير اللبنانية عن توقف صدورهما ، على الرغم ان صحيفة المجد صدرت اكثر من (22) عاما وصحيفة السفير اكثر من 32 عاما.
ويسجل للصحيفتين انهما اتخذتا خط العروبة والمقاومة ودعم القضايا العربية في اي قطر عربي ووقفتا دفاعا عن قضايا الامة وأول هذه القضايا قضية الامة المركزية فلسطين التي اصبحت اليوم بالنسبة للعرب قضية ثانوية حيث انتهزت اسرائيل هذه الحالة والمتمثلة في حروب العرب بين بعضهم لتصفية هذه القضية من خلال تهويد القدس والمسجد الاقصى، وبناء المستوطنات للصهاينة المستوطنين واعتقال الآلاف من اصحاب الارض وعشرات الآلاف من الاسرى وتدمير الارض والاشجار وزرعها بالمستوطنات .
لقد صدرت صحيفة المجد بتاريخ 1994/4/11 ، كما صدرت صحيفة السفير بتاريخ 1974/3/26 ، ولم يكن توقف الصحيفتين قرارا من حكومات البلدين ، بل كان عدم توفر الاموال لاستمرار صدورهما وبعد ان تخلت الحكومتان عن توفير الدعم لهما، وشح الاعلانات وقلة الاشتراكات، حيث شكلت هذه الاسباب نزفا في أموال صاحبي هاتين الصحيفتين .
ان ما يحز بالنفس ان توقف مثل هاتين الصحيفتين وهما صحيفتان وطنيتان لم يحرك ساكنا لدى الحكومتين الاردنية واللبنانية بتوفير الدعم لهما حتى ولو بشكل قروض ميسرة تضمنها الحكومتان لاستمرارهما بالصدور وانقاذهما ليظل صوت الحق والحقيقة مرفوعا في زمن تكالبت فيه على الامة ممارسات اعدائها العدوانية بهدف تدمير انجازاتها ومقدراتها وتراثها ومحاولة اعدائها تقسيم المقسم الى اجزاء ضعيفة خاوية تتصارع مع بعضها البعض.
اننا لا نستبعد في الزمن القريب ان يلحق بهاتين الصحيفتين صحف اخرى وتؤكد المؤشرات لدى المراقبين انها آيلة للتوقف والسقوط في اية لحظة لعدم توفر السيولة المالية لاستمرارها ، وتراكم الديون عليها ، والاهم من ذلك قلة الاعلانات وتراجع الاشتراكات .
وننبه الحكومتين الاردنية واللبنانية انهما اذا لم توقفا هذا النزف وهذه التداعيات لصحفنا الوطنية التي تدافع عن قضايا الوطن والامة ، فلن يبقى اعلام لهاتين الدولتين ولسوف نخسر جميعاً وسائلنا الاعلامية تباعا ، كما نرى خسارة هذه الامة لمقومات وحدتها وتضامنها واعادة قوتها وعنفوانها .