“المجـد”.. كـطـائـر الـفـينـيـق
بقلم : نوال عباسي
أيها المعلم والأستاذ الصلب القوي القومي العروبي فهد الريماوي، قلمي حزين ويأبى الصهيل ليكتب في وداع المجد التي فتحت لنا صدرها لنكتب فيها وندافع عن الوطن وعروبته بجرأة دون خوف من أحد لأننا كنا واثقين بأن من يرأسها إنسان استثنائي في أخلاقه، وصحفي متمكن من عمله لا يفرق بين كاتب وكاتب إلا بما تستحق مادته من موقع في الصحيفة للنشر أو للرمي في سلة المهملات..
ووطننا العربي يقف على شفير هاوية الانقسامات الداخلية وحروب الطوائف التي اخترقت الجسد العربي ومزقته أجدني حائرة ومستغربة أن أعيش هذا الذل والتفكك العربي الذي أحاق بنا وبوطننا من جميع الجهات، وأن يتراجع المد القومي العربي إلى هاوية الإنقسامات العربية، والحروب الطائفية، التي جعلت حركة النهوض العربي تقف عند منعطف خطير لسنا ندري متى ستخرج امتنا منه.
صحيفة السفير العريقة الورقية ستتوقف عن الصدور في العام القادم.. وصحيفة المجد الورقية ستتوقف عن الصدور كذلك والأسباب الضائقة المالية.. لو ان القوميين العرب والأحزاب السياسية الوطنية دعموا المجد بالاشتراك وبشراء الأعداد، ولو تم دعم الصحيفة بوضع الإعلانات المدفوعة لما أغلقت المجد أبوابها..
سيترجل فارس المجد عن صهوتها بعد أيام لعلها ستكون استراحة المحارب الذي أمضى عقودا عدة من عمره في رئاستها وإدارتها والسمو فيها إلى قمة المجد.. وسيترجل مديرا التحرير والإخراج الصديقان الرائعان ساطع الزغول ومحمد الريماوي اللذان أكن لهما الاحترام والتقدير على جهودهما الجبارة في العمل الدؤوب في المجد وفي التعامل مع كتاب المجد..
أجزم بأن صحيفة المجد كطائر الفينيق ستنهض من جديد وستعود للصدور لأن فارسها سيعود إليها وإلينا للدفاع عن الوطن وعروبته لأن العروبة والصحافة تجريان في دمه من الوريد .. لن أقول وداعاً للمجد بل أقول إلى اللقاء القريب.