مـن وحـي الـوداع

لقد آلمني غياب صحيفة المجد وتوقفها عن الصدور، وأوحى إلي وداعها شعراً امتدت له يد الحزن والأسى على فراقها، فجئت بهذا الشعر مواسياً رئيسَ تحريرها أخي المناضل فهد الريماوي ومحرريها ومن كتبوا بها وقرائها والمؤمنين بأهدافها على من حملت الاسم بحق وجدارة.

ما دار في خَلدي بأن قصيدتي

 ستكونُ يوماً في وداع جريدتي

لكنها الأقدار تفعلُ فِعلها

وإرادة الأقدار فوق إرادتي

عشرون عاماً كنت من قرائها

ووجدت فيها صدقَ كل روايةِ

المجدُ عانقت النجومَ برأيها

وبعمرها سارت بخير مسيرةِ

عشرون عاماً قد مضت تدعو إلى

وطنٍ عزيزٍ سيدٍ ولنهضةِ

تدعو إلى الوطن الكبير بهمة

ولكل شعب قد أصيب بمحنةِ

كانت تعبر عن شعورٍ صادقٍ

للمخلصين لموطنٍ ولأمةِ

لما علمت بحجبها وغيابها

عجزَ اللسانُ بان يصورَ لوعتي

قد كنت في شوق أتابع رأيها

وإلى ضفاف المجد أرفع رايتي

شحُ المواردِ أرهقت قبطانَها

وغدت مواردهما باسوأ حالة

وصحائف صفراء في أوطاننا

المالُ يُغدق فوقَها بغزارة

كيف السبيل إلى الكتابةِ بعدها

بل أين أنشرُ قصتي ومقالتي

والشعرُ من ألم الفراقِ سيختفي

ففراقها تركَ الفؤادَ بحسرةِ

عصف الزمانُ بها وفي قرائها

والكل يسأل هل لها من عودة

لهفي عليكِ فأنتِ خيرُ صحيفةٍ 

كانت إلى الأحرارِ رمز كرامة

المجدُ تبقى في القلوبُ في المدى

وإن اختفت زمناً تعود بقوة

كانت كنور الشمس في إشراقها

وإلى ضفافِ المجدِ خير رفيقة

رفعت لواءَ المجدِ منذ صدورها

بالفكرِ والرأي السديدِ وحكمة

أفكارُ ناصر زينت صفحاتها

حتى غدت أيقونةً بجدارة

نبذت دعاةَ الاقتتالِ وقد دعت

لتآلف وتعاضدٍ ولوحدةِ

وتدورُ حيث تدورُ أهدافُ لنا

والمجدُ رافقها بكلِ شجاعةِ

وشجاعةُ الآراءِ تبقى دائماً

عند الرجالِ كسُنةٍ وعقيدة

يا مجدُ صبراً فالحياةُ مواقفُ

ومواقفُ الأحرارِ اشرفُ وقفة

هذا سبيلُ المخلصين لأمةٍ

حملت إلى الآفاقِ خيرَ رسالة

وإذا رحلتِ فلن يكلَ نضالنُا

ونضالنُا  يمضي بغير نهاية

هون عليك أبا المظفرِ إننا

نحيى زماناً قد أصيب بلعنة

فإليك جئت مواسياً بقصيدتي

لغياب خير صحيفةٍ عربيةِ

وأتيتُ بالشعرِ الحزين مودعاً 

ومواسياً قراءها بمرارة

ولسوف تبقى المجدُ بعد غيابها

نجماَ تُضاءُ به طريق العزة

قد كنت آملُ أن يطولَ بقاؤها

لتزف نصراً وهو أعظم غاية

للمؤمنين بحقهم ببلادنا

ولأمة منيت بشرِ مصيبة

وترى لواءَ الحقِ يخفقُ فوقنا

معه الرخاءُ بعزةِ وكرامةِ

والاقتتالُ قد اختفى من أرضنا

وهو الذي قد عضنا بشراسة

والاحتلالُ قد اختفى وعدونا

كُسرت عصاه وذاقَ شرَ هزيمة

وترى شعوبَ العربِ لمت شملَها

وجموعها عادت لخير أخوة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى