ايام مع ”المجـد”

مؤلم الحديث عن توقف اسبوعية المجد عن الصدور، في زمن الانهيار العربي الذي تلاشت فيه كل المثل التي تدعو للنهوض العربي، ومؤلم اكثر لي شخصيا أنا الذي واكبت احلام المجد منذ بدء ولادتها على يد المناضل فهد الريماوي وكانت المجد بمثابة واحة للزمن القومي الجميل.
مرات عديدة اقتربت منها ومرات عديدة ابتعدت لكنها ظلت دوما حاضرةفي وجداني لا تغيب لأنها كانت تعبق دوما بروح الكلمة الوطنية والموقف السياسي وتنحاز لخط الامة الوطني، انحازت للزمن العراقي الجميل، انحازت للمقاومة العراقية واللبنانية وأمسكت بخط الاسناد للحبيبة سورية.
وقفت الى جانب حركة حماس حين كانت حماس قابضة على بوصلة الوجدان العربي، وانحازت الى بندقية الجهاد الاسلامي في كل المراحل ، كانت ” المجد” قلعة من قلاع العروبة يجتمع فيها الحشد القومي من مختلف التلاوين، ترى فيها حسين مجلي رحمه الله وابقى ذكره عطراً في كل الساحات، وترى المحامي القدير الدكتور هاني الخصاونة وكل تلاوين المعارضة المستقلة من مختلف المنابر والاطراف.
كان موعد صدورها يحمل معه باقة من الاخبار الخاصة والمواقف التي لا تتبدل، وكانت تنتظره النخبة السياسية حين كانت الكلمة الصادقة مثل الرصاصة التي تقلع بلا موعد، ويدفع صاحبها ثمن كتابتها.
أما وقد حان وقت رحيل ”المجد” او لحظة التوقف عن الصدور فإن تلك اللحظة حتما ستكون حدثاً صعباً على محبي ”المجد” والقابضين على جمر مبادئها، وليس من السهل التعامل مع توقفها، لكنها لحظة الحقيقة التي من الصعب تجاوزها.
لم تكن مصادفة ان تعلن جريدة ”السفير” من بيروت عن عزمها التوقف مع مطلع العام وتعلن ”المجد” عن اقترابها من خط النهاية قبل نهاية هذا العام، فلا مكان اليوم لصحف مثل ”السفير ” و ”المجد” في زمن”البترودولار” والتحولات الكبرى.
صعب ان تكتب مقالاً عن ”المجد”في عددها الاخير، وصعب اكثر ان تقول لأسرتها وفارسها المناضل فهد الريماوي وداعا للحرف والكلمة القابضة على جمر العروبة في زمن تغول الطائفية والتشظي والقطرية والجهوية والاندثار، ولكن على الرغم من ذلك فاننا نتمنى ان لا تكون هذه هي النهاية، فلا بد من وقفة لمحبي ”المجد” ولمحبي ”السفير” ولمحبي الزمن العربي الجميل.. والبقية تأتي!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى