في الثقافة السياسية
بقلم : حسن عجاج
- تبرز أهمية الثقافة باعتبارها مجموعة من القيم التي تقوم على احترام القانون والتسامح والحوار المستند إلى العقل واحترام الرأي الآخر. وتعكس الثقافة العامة المعرفة التي يمتلكها الإنسان تجاه وطنه وشعبه ونظامه السياسي بمكوناته ومؤسساته العامة. كما تعكس الثقافة آراء المواطن وإلمامه بحقوقه ، والواجبات المفروضة عليه وقدرته على المشاركة في صنع القرار. وتعتبر أحد مكونات الإصلاح في المجتمع. وأهم عوامل المواطنة التي تبدو بشكل واضح بصورة ثقافة تشاركية مبنية على سلوكيات وقيم إيجابية.
- والثقافة السياسية هي مجموعة الرؤى والأفكار والاتجاهات التي تجمع المجتمع تجاه الحكم والسلطة. وهي مجموعة المعتقدات التي تعطي معنى لكل كلمة سياسية. وتشمل العادات والقيم والتقاليد التي يؤمن بها المجتمع، وتؤكد على إدراك المواطن لحقوقه والواجبات الملقاة على كاهله.
- المشاركة السياسية, وهي أهم مؤشرات الديمقراطية في المجتمع. وتتمثل في إشراك الغالبية من أفراد المجتمع في صنع القرارات . هي مؤشر لمدى اقتراب او ابتعاد المجتمع عن الديمقراطية بمفهومها العام، والعوامل التي تحددها كالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية. وتبرز هذه العوامل وتحدد ملامح المجتمع والنظام السياسي القائم وهي أهم مقومات الدولة المدنية الحديثة ، ومن أهم مؤشراتها المشاركة في الانتخابات ترشيحا ً وانتخابا ً والمساهمة في المشاركة السياسية والاهتمام بقضايا المجتمع والدولة.
- إن نشر الثقافة العامة في المجتمع يعتمد على تهيئة البيئة المناسبة التي تحقق زيادة الوعي والثقافة, وهذا يتطلب الاهتمام بالفرد اهتماما ً خاصا, وإبراز دوره في المشاركة في بناء الدولة وصنع القرار، وتفاعله بشكل إيجابي مع قوى المجتمع المدني التي تتطلع للمستقبل بتفاؤل واقتدار.
كما يعتمد نشر الثقافة على قدرة البيئة في تعزيز مدارك المواطنين وزيادة وعيهم, مما يؤدي إلى استيعاب قيم الحداثة التي تشمل المعايير والقيم وأنماط السلوك. وكل مناحي الحياة. رغم أن نظريات التحديث تحصر العملية في أربعة عناوين رئيسية هي :” التصنيع، التمدين، العلمنة، واللبرلة” ، بشرط عدم تناقضها مع الموروث, وضرورة ارتباط التحديث بأنماط جديدة من التربية بمضامينها وأشكالها المتعددة.