رحيل القائد القومي والفقيه القانوني المصري الدكتور يحيى الجمل

أدى المئات من الشخصيات العامة وأعضاء هيئة التدريس صلاة الجنازة امس الاثنين على جثمان الفقية الدستوري المصري الدكتور يحيى الجمل، الذي وافته المنية، من مسجد جامعة القاهرة عصر امس، وذلك بناء على وصيته.

وقال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة الذي تقدم المصلين، إن الراحل قد علم أجيالا من القانونيين فى مصر والعالم العربي.

كما نعت كلية الحقوق بجامعة القاهرة، الدكتور يحيى الجمل، مؤكدة أن الكلية فقدت عالما جليلا وأستاذا مميزا وسياسيا بارع وعلما من أعلامها وواحدا من أبرز أساتذة القانون العام فى مصر والعالم العربى.

وأضافت الكلية، فى بيان، أن الفقيه الدستورى الراحل الدكتور يحيى الجمل خدم كليته وجامعته وخدم مصر كلها سواء عبر عمله كأستاذ فى الجامعة أو عمله فى الوظائف السياسية التى تقلدها، مؤكدة أنه كان مثالا يحتذى به فى التزامه ودماسة خلقه وبساطته وتواضعه.

كما نعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان بعميق الحزن والآسى الراحل الدكتور الجمل، وقالت انه كان أحد أبرز الأباء المؤسسين للمنظمة العربية لحقوق الإنسان في العام 1983 وأحد أبرز قياداتها في الفترة بين العام 1983 والعام 2000، كما شارك في تأسيس وقيادة العشرات من المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان وذات الصلة، ومن أبرزها المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، والمعهد العربي لحقوق الإنسان في تونس.

واضافت المنظمة العربية تقول في بيان اصدرته بهذه المناسبة الحزينة, ان للفقيد الراحل إسهامات كبيرة من خلال دوره الأكاديمي البارز كأحد الفقهاء العرب الكبار في القانون العام، وصاحب إسهامات مهمة في إعداد وصياغة دساتير العديد من البلدان العربية وتشريعاتها الأساسية.

وجاء في البيان ايضا: لقد كان للدكتور الجمل محطات بارزة في ريادة العمل السياسي من خلال تقلد مواقع وزارية متعددة في مصر منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، ووصولاً إلى تصديه للمسئولية في واحدة من أصعب الفترات التي مرت بها مصر من خلال قبوله وتقلده موقع نائب رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية التي أعقبت ثورة 25 يناير في مصر.

كما كانت له إسهاماته في دعم حرية التنظيم الحزبي من خلال الدفاع عن حق الأحزاب السياسية في التأسيس، ومشاركته في قيادة البعض منها عبر مراحل مختلفة.

جدير بالذكر ان الدكتور الجمل قد ولد عام 1930 بمحافظة المنوفية، وكان له الكثير من الإسهامات فى الحياة السياسية المصرية، قبل أن يشغل منصب نائب رئيس الوزراء فى حكومة الدكتور عصام شرف عقب ثورة يناير، حيث شارك فى تأسيس حزب الجبهة الديمقراطية إلى جانب مجموعة من المفكرين والسياسيين، منهم الدكتور أسامة الغزالى، كما انضم إلى لجنة الحكماء التى تم تشكيلها أثناء اندلاع ثورة 25 يناير.

وقد أثرى الجمل المكتبة القانونية والدستورية بالعديد من الإسهامات والمؤلفات، منها “نظرية التعددية فى القانون الدستورى»، و«حماية القضاء الدستورى للحق فى المساهمة للحياة العامة”.