بعد مصر وسورية والعراق.. اردوغان يتهجم على ايران

هل جن الرئيس التركي رجب اردوغان ؟؟

سؤال يتردد على السنة المراقبين السياسيين بعدما اضاف اردوغان حكام ايران الى قائمة اعدائه في مصر وسورية والعراق والاتحاد الاوروبي.

ففي “فشة خلق” مفاجئة تعتبر الاولى من نوعها, حمل اردوغان بشدة امس على ما اسماه “نفوذ إيران في المنطقة”، وحذر من “التوسع الفارسي” في العراق، التي تدعم المليشيات المسلحة بالمال والسلاح، وإذكاء الصراع والفتن الطائفية في المنطقة.

ورغم تبادل المصالح بين انقرة وطهران طيلة العقود الماضية، بدأت تركيا خلال الفترة الأخيرة تتعامل بعصبية مع ايران, وتنتقد علنا دعمها الكبير للمليشيات المسلحة الشيعية في جميع البلدان العربية والسيطرة عليها بقوة المال والسلاح.

أردوغان، ومع تحذيراته المستمرة للحكومة العراقية بعدم السماح لمليشيا الحشد الشعبي (الشيعية) المعروفة بتطرفها وانتهاكها لحقوق الإنسان بدخول مدينة الموصل، أكد أن تلك المليشيات تُشكل تهديداً لسكان الموصل والتركمان، وأن بلاده تراقب أوضاع المنطقة عموماً من كثب، وعلى رأسها ما يحدث في تلعفر وسنجار والموصل.

وكان الرئيس التركي يتهم إيران في السابق ضمنياً، من خلال خطاباته وأحياناً عن طريق توجيه رسائل غير مباشرة، بالتحكم في حكومة بغداد، التي طالما اتهم الجانب الشيعي منها بمعاداة تركيا، إلا أن هذه الاتهامات بدأت تأخذ منحى آخر حينما حذر من “التوسع الفارسي” في العراق، بالإشارة إلى دعمها للمليشيات المسلحة، وانتهاكها لحقوق الإنسان، وتدخلها في شؤون البلدان الأخرى، وعدم الالتزام بقوانين حسن الجوار والبروتوكولات الدولية.

وقبيل انطلاق معركة الموصل اشتدت حدة التصريحات بين بغداد وأنقرة، عقب رفض رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي مشاركة تركيا، التي تحارب تنظيم داعش تحت غطاء التحالف الدولي، في معركة الموصل، واتهم العبادي تركيا بمحاولة توسيع نفوذها في المنطقة وليس محاربة “داعش”.

وما يزيد التوتر المتوقع مستقبلاً بين طهران وأنقرة, هو دعم بغداد وطهران الخفي لمنظمة “بي كا كا”، في بعض المحافظات العراقية، خصوصاً الشمالية، في محاولة لاستغلالها لاحقاً وتسخيرها لزعزعة الاستقرار في تركيا، وفق المزاعم التركية.

ويبدو أن وصف أردوغان التمدد الإيراني في عموم المنطقة، والعراق خصوصاً، بـ”التوسع الفارسي”، يأتي في إطار الخلاف المستمر حول المشاركة التركية في العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل، والتي تسعى إيران لعرقلتها مباشرة أو عبر حكومة العبادي، ويرى مراقبون أن الصورة ستتضح أكثر تدريجياً، وأن الأيام القادمة ستشهد ارتفاع منسوب التوترات بين العراق وإيران من جهة وتركيا من جهة أخرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى