بني ارشيد وعبدالحميد ذنيبات يتقاسمان قيادة البيت الاخواني قريباً

شكلت الانتخابات النيابية الاخيرة التي حصد فيها التحالف الاخواني 15 مقعداً نيابياً، ”قبلة الحياة” لجماعة الاخوان/الام التي كانت تنوء تحت وطأة الضغوط والملاحقات الامنية والحكومية من جهة، والصراعات الداخلية والانشقاقات التنظيمية من جهة اخرى.
ورغم ان هذا الفوز الانتخابي قد كشف عن ان هذه الجماعة/الام ما زالت تشكل ”مركز الثقل” الاخواني، قياساً بالاطراف التي انشقت عنها مثل جمعية الاخوان المرخصة، وحزب مجموعة زمزم اللذين لم يحرزا اي نجاح انتخابي، الا ان ظاهرة التشرذم والانشقاق الاخوانية ما زالت مستمرة، حيث تمثلت احدث تجلياتها في اقدام سالم الفلاحات، المراقب العام السابق للاخوان واحد رموز جناح الحمائم، على طلب ترخيص حزب اخواني جديد تحت اسم ”حزب الشراكة والانقاذ”.
وبحسب تصريح ادلى به الفلاحات لوكالة ”قدس برس”، فإن ”حزب الشراكة والانقاذ” يؤمن بالتشاركية الوطنية بين مواطني الدولة وأطيافها وأحزابها، وأن البرامجية التي تشكل نهجه، تقتضي احترام الايديولوجيات والرؤى الشخصية، فيما يعتمد الحزب نهج العمل السياسي المؤسسي وأدواته المشروعة.
وقال الفلاحات ”حزب الشراكة والانقاذ” تنظيم سياسي مدني برامجي وطني ديمقراطي النهج واسلوب العمل، وهو يؤمن بحرية الفكر والتعبير وبما لا يتعارض مع ثقافة وحضارة الأمتين العربية والاسلامية، وبحرية الاختلاف في الرأي ومشروعيته، وأهميته ترشيد السياسة العامة وإدارة شؤون الدولة، كما يؤمن بالتنوع والتعددية السياسية، والتداول السلمي للسلطة، وينبذ احتكار الحقيقة وكل أنواع الاقصاء ومظاهره.
وكما سبق للجماعة/الام ان هاجمت جمعية الاخوان المرخصة بقيادة عبد المجيد ذنيبات، ومجموعة زمزم بقيادة ارحيل غرايبة، فقد هاجمت الاسبوع الماضي – بدون حدة- مشروع حزب الشراكة والانقاذ حتى قبل ان يحصل على الترخيص الرسمي من وزارة التنمية السياسية، ودعت اعضاءها الى مقاطعته وعدم الانضمام الى صفوفه، قبل صدور قرار رسمي من قيادة الجماعة بهذا الخصوص.
وقالت الجماعة/الام في بيان صادر عنها أنها قد تابعت ما تداولته وسائل الإعلام حول قيام مجموعة من أعضاء الجماعة بتقديم طلب تأسيس حزب سياسي جديد باسم ”الشراكة والإنقاذ”، واكدت على ”ضرورة الإلتزام بالمؤسسية في الجماعة، والقرارات الصادرة عن مؤسساتها التنظيمية والشورية، وعدم انتساب أعضائها إلى هذا الحزب دون قرار رسمي من الجماعة”.. مشيرة إلى نيتها إحالة هذا الملف إلى الأطر القيادية والتنظيمية المختصة داخل الجماعة لدراستها واتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة بهذا الشأن.
ولعل الجدير بالذكر ان هذا الحزب العتيد قد اتخذ لنفسه هذا الاسم اقتداء بمبادرة ”الشراكة والانقاذ” التي سبق لمجموعة ”حكماء الاخوان”ان طرحتها على الفرقاء المتصارعين داخل الجماعة بغرض اصلاح ذات البين، وطي ملف الخلافات الانشقاقية، ولكن الفشل كان في انتظار هذه المبادرة الوفاقية، بعد ان اتسع الخرق على الراتق.
المراقبون السياسيون اختلفوا حول تفسير اسباب انشقاق الفلاحات، فمنهم من اعتبرها مجرد ”توزيع ادوار” بين اجنحة الجماعة/الام، فيما اعتبرها آخرون واقعة حقيقية تأتي في سياق الازمة الاخوانية الممتدة منذ بضع سنوات، ليس فقط بين جناحي الحمائم والصقور، بل بين جيلي الشيوخ والعواجيز والشباب والكهول الطامحين لهيكلة الجماعة تنظيمياً حتى يمكنها تقبل وتبني افكارهم التجديدية المنفتحة على متطلبات الزمن الحاضر ومتغيراته.
فكما جرى التخلص بطرق مختلفة من عبد المجيد ذنيبات، وهمام سعيد، وعبد اللطيف عربيات، وحمزة منصور، وارحيل غرايبة، يتم التخلص الآن من سالم الفلاحات، فيما سيتم التخلص بعد بضعة اشهر من محمد عواد الزيود، امين عام جبهة العمل الاسلامي، حيث علمت ”المجد” ان قيادة هذه الجبهة سوف تقدم اوائل شهر حزيران من العام المقبل استقالة مبكرة، تحت عنوان ”اعادة هيكلة وترتيب البيت الاخواني” بما يضمن توزيع القوى وتوازناتها بين الجبهة والجماعة.
وبالتوازي مع استقالة قيادة جبهة العمل، سوف تنتهي في الاول من حزيران المقبل ايضاً ولاية الادارة المؤقتة للجماعة التي يترأسها، منذ رحيل همام سعيد، المراقب العام للجماعة قبل بضعة اشهر، المهندس عبد الحميد ذنيبات، وتضم في عضويتها كلاً من عزام الهنيدي، وبادي الرفايعة، ومحمد الشحاحدة، وشاكر الخوالدة، وزياد ميتاني، ورامي ملحم، ومعاذ الخوالدة، وعارف حمدان.
ومع ان من المبكر التعرف على تفاصيل الخارطة القيادية المنتظرة، بعد سبعة اشهر، لجماعة الاخوان/الام، وذراعها السياسي المتمثل في جبهة العمل الاسلامي، الا ان ”المجد” قد علمت من داخل الصف الاخواني، ان ”صفقة توافقية” قد تمت منذ الآن، بين زكي بني ارشيد، رئيس مجلس شورى الجماعة، وبين عبد الحميد ذنيبات، رئيس الادارة المؤقتة للجماعة، حيث تقضي هذه الصفقة بانتخاب ذنيبات مراقباً عاماً للجماعة لمدة ثلاث سنوات، مقابل اختيار بني ارشيد اميناً عاماً لجبهة العمل الاسلامي، خلفاً لمحمد الزيود.
وفي الاخير تستذكر ”المجد” ما سبق ان قاله لها، منذ بضع سنوات، احد قادة الجماعة المتقاعدين والمتباعدين، بخصوص لعبة ”معجون الاسنان” التي يمارسها بني ارشيد بحق القيادات الاخوانية المطلوب التخلص منها، ولكن بما يبدو انه بمبادرة منها وبناءً على رغبتها.. موضحاً ان الضغط على جوانب انبوب معجون الاسنان يؤدي الى طرد المعجون من الفوهة المفتوحة اعلاه !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى