بوادر حرب اهلية فلسطينية تنطلق شرارتها من نابلس
نابلس - قدس برس
قامت أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية صباح اليوم السبت، باقتحام مخيم “بلاطة” للاجئين الفلسطينيين شرقي مدينة نابلس بالضفة الغربية، لملاحقة من وصفتهم بـ “الخارجين عن القانون”.
وقد أكد شهود عيان لـ “قدس برس”، أن قوات كبيرة من أجهزة الأمن الفلسطينية، بدأت منذ الساعة الواحدة من فجر اليوم، باقتحام المخيّم من عدة محاور وسط إطلاق كثيف للنيران, بعد ان اندلعت اشتباكات عنيفة بين أجهزة الأمن ومسلحين أدّت إلى إصابة اثنين بالرصاص، وآخرين بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيّل للدموع، وفق ما ذكر شهود العيان.
وأوضح هؤلاء الشهود إلى أن أضرارا كبيرة قد لحقت بعدد من المركبات وخزانات المياه جراء إطلاق النار المتبادل داخل المخيم، وشارك فيه قناصة من أجهزة أمن السلطة، الذين اعتلوا أسطح البنايات.
كما نظم أهالي المخيم مسيرة داخل أزقته، رددوا فيها الهتافات المنددة بأجهزة السلطة الامنية، واستهدافها المستمر للمخيم، فيما أغلق بعض الشبان شارع القدس المحاذي للمخيم بالمتاريس والإطارات المشتعلة.
بدوره، قال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، جمال الطيراوي، أن “المخيم يعيش حالة استهداف وحرب مستمرة”، واصفا ما يحدث “بفقدان للبوصلة الأخلاقية، والانضباط العسكري في التعامل مع أبناء الشعب الفلسطيني”.
ودعا الطيراوي، الرئيس محمود عباس، إلى ضرورة الاضطلاع على ما يجري في نابلس، كما طالب الأجهزة الأمنية بضرورة التفكير بطرق أخرى للتعامل مع الشعب، غير منطق الإرهاب والزعرنة الأمنية”.
ونفى النائب الطيراوي، وجود مطلوبين من خارج المخيّم داخله، لافتا إلى أن هذه الأمر هو بمثابة حجة من قبل بعض الأشخاص والجهات لاستهداف المخيم”.
من جهتها، ناشدت الفصائل الفلسطينية شرفاء الشعب الفلسطيني وخاصة العقلاء والمخلصين في مخيم بلاطة والمؤسسة الأمنية وكل من صاحب قرار، الوقف الفوري لنزيف الدماء الفلسطينية.
ودعت هذه الفصائل في بيان صادر عنها، جميع الافرقاء إلى الاحتكام للقانون، ومحاسبة كل الخارجين عليه.
وكان مخيم بلاطة قد شهد الأسبوع الماضي، اقتحاما مماثلا تخلله وقوع اشتباكات وأضرار بالممتلكات، دون أن يسجل أي اعتقالات، كما شهدت مدينة نابلس، في شهر آب الماضي، مواجهات واشتباكات داخلية بين أجهزة السلطة الفلسطينية ومسلحين، قالت قوات الأمن إنهم “مطلوبون للعدالة”، قبل أن يعلن لاحقًا عن مقتل رجليْ أمن ومسلحين اثنيْن في تلك الأحداث.