تبجحات اسرائيلية حول اتفاقية الغاز مع الاردن
زعم عدد من المستشرقين والمعلقين الإسرائيليين إن موافقة الأردن على توقيع صفقة شراء الغاز من إسرائيل تأتي “ردا للمعروف الذي أسدته له بدعم امنه وضمان منع تأثره بثورات الربيع العربي”.
وقال المستشرق الإسرائيلي الدكتور إفرايم هراري، إن موافقة حكومة الاردن على شراء الغاز من إسرائيل ودفع 10 مليارات لقاء ذلك، قد جاء لأنها تعرف “أن إسرائيل تساعدها في مواجهة التهديد الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين من الداخل، وتهديدات خارجية أخرى”.
وفي مقال نشره موقع صحيفة “يسرائيل هيوم” مساء أمس الاول، نوه هراري إلى أن إسرائيل تبدي الحرص على هدوء الاوضاع في الأردن, لأنها معنية باستقرار الأوضاع على حدودها الشرقية.
وشدد هراري على أن رغبة الأردن في “تمتين الشراكة مع إسرائيل يدلل على أن قوة إسرائيل العسكرية تلعب دورا مهما في جعل دول المنطقة تحرص على التقرب منها”.
وأشار هراري إلى أنه لنفس الهدف تقوم إسرائيل بتزويد الحكومة المصرية بالمعلومات الاستخبارية في حربها ضد الجهاديين في سيناء، إلى جانب دورها في التوسط بينها وبين إثيوبيا.
وشدد هراري على أن أنظمة الحكم في العالم العربي اكتشفت قدرة إسرائيل على مساعدتها في تجاوز تبعات الربيع العربي.
من ناحيتها، قالت سمدار بيري، معلقة الشؤون العربية البارزة، إن صفقة الغاز تأتي في إطار العلاقة الوثيقة بين عمّان وتل ابيب.
وزعمت في مقال نشرته “يديعوت أحرنوت” أمس الاول، أن الاردن لو استمع لنصائح الإدارة الأمريكية وأوروبا, وتجاهل نصائح إسرائيل، لكان قد تعرض لما تعرضت له بقية الدول في المنطقة.
وأوضحت أن الحكومة الاردنية قد حرصت على الإعلان عن صفقة الغاز مع إسرائيل بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية، لكي تخرج الصفقة من دائرة التجاذبات السياسية الداخلية.
وكان وزير الطاقة الإسرائيلي الليكودي يوفال شطاينتس، قد وصف الصفقة مع الأردن بأنها “إنجاز قومي من الطراز الأول بسبب عوائدها الاقتصادية المباشرة، إلى جانب إسهامها في تعزيز مكانة إسرائيل الجيوستراتيجية، بسبب دورها في تعزيز العلاقات والشراكة مع الأردن”.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” في عددها الصادر الثلاثاء الماضي، عن شطاينتس، قوله إن الصفقة مع الأردن قد أنقذت المسار الذي صادقت عليه الحكومة للتعامل مع اقتصاديات الغاز، مطالبا الأحزاب والحركات والمؤسسات الإسرائيلية التي اعترضت على المسار بـ”طلب العفو” من الحكومة.
وبحسب شطاينتس، فإن الصفقة مع الأردن حالت دون فشل إسرائيل في الاستفادة من مواردها الاستراتيجية، مشيرا إلى أن هذه الصفقة أسهمت في تآكل الاعتراضات على مسار استغلال اقتصاديات الغاز.
وشدد على أن أهم إسهامات الصفقة مع الأردن ستتمثل في تمكين الشركات التي استثمرت في تطوير حقل “ليفيتان” من مواصلة التطوير, وتحسين قدرات الحقل الإنتاجية، منوها إلى أن هذه الصفقة حولت إسرائيل لأول مرة إلى “منتجة للغاز الطبيعي”.
وتوقع شطاينتس أن تسهم الصفقة مع الأردن في تشجيع دول أخرى للتوصل إلى صفقات مماثلة مع إسرائيل، لاسيما مع تواصل الكشف عن المزيد من الحقول أو توسيع استغلال تلك التي تم اكتشافها.
وأكدت “كاكيليست”، وهي أكبر الصحف الاقتصادية في إسرائيل، أن الأردن قد وافق على شراء الغاز من إسرائيل بأسعار أكثر ارتفاعا من السعر الذي كان بإمكانه الحصول عليه من مصدر آخر.