اعتذاريات العملاء المتأخرة !
بقلم : اسماعيل أبو البندورة
بعد خراب البصرة والعراق كاملاً, وبعد أن أوغل الجواسيس والعملاء والخونة في دم بلدهم وشعبهم وجاءوا بسفلة الأرض لإهلاك الحرث والنسل في العراق, بدأ بعض هؤلاء الأوغاد يطل على الناس باعتذاريات مخزية واعترافات ذليلة بائسة بأن الرجل ( شهيد الأمة ) الذي دفعوا به إلى المشنقة وتعاونوا مع الأعداء لإسقاط نظامه الوطني كان يمثل عقل العراق وروحه على الضد مما كانوا هم عليه عرب لسان وأوغاد لقطاء ممسوخين بلا كرامة وبلا ذمة أو ضمير .
الذي حطم تمثال الشهيد يبكي ويتحسر ويقول ليتني لم أقم بهذه الفعلة ! والربيعي الذي شهد جريمة الاعدام شماتة وتشفياً وافترى الكذب على الشهيد عاد وكذب روايته الأولى وروى رغماً عنه ما قاله الشهيد من كلام متعال وشجاع وما أبداه من جرأة وهو يتقدم من حبل المشنقة وهو الآن يغطي تمثال الشهيد وحبل مشنقته الذي يحتفظ به في بيته تذكاراً للجريمة الشنعاء خشية أن يراه ضيوفه وزائريه ، والعميل كنعان مكيّة, صاحب كتاب ” جمهورية الخوف ” المقيم في أمريكا مستشاراً لقوى الشر, والمحرض على احتلال بلده والذي استخفه الطرب على وقع القذائف على بغداد وعلى روح العراق, يقول عن لحظات ما قبل إعدام الشهيد المجيد ( نجح الطاغية في إذلال سجانيه .. كان مجرد حضور هذا الرجل قد أصاب الجميع بالشلل .
لم يستسلم الطاغية .. هنا يكمن معدن هذا الرجل القائد الحقيقي المخلص لمعنى القيادة التي آمن بها دوماً .. كل من تواجد في غرفة الاعدام كان عربي اللسان وعربي الأصل لكنه لم يكن عربي الروح ) .
ولأن في نفوس هؤلاء مرض واختلال كبير ، ولأن وقائع العراق وكوارثه أثناء وبعد الغزو قد لجمت وجففت أقلاما كثيرة ولم يعد من المجدي الاسترسال في الكذب والافتراء انقلب البعض من هؤلاء على ذواتهم ولاحت علامات مرضهم الكامنة بالتراجع والتكفير عن خطاياهم علّهم يصلحون ما انكسر وما بدر منهم واندثر تحت وطأة الخزي والعار والشعور بالمرارة وعذاب التذلل والمهانة .
أي بؤس يتمرغ به هؤلاء ؟ وأي عذاب يرزحون تحت كلكله ؟ وبأي مهانة يحيون وهم يرون وطنهم الأبي الأشم يتمزق ويتطيف ويستأسد فيه الحشد والنجباء وسليماني وكل بغاة الأرض ؟
فيا أوغاد العصر والكلام المدنس ويا حثالات الأرض، الشهيد المجيد مضى منتصب القامة مرفوع الهامة على درب الحرية .. فانصرفوا ! وعودة الوعي المتأخرة والكلام اللقيط فارغ وغير مقبول .. فانصرفوا ! الشهيد في ملكوته وعلاه يرى العراق الشامخ ولا يرى ديدان الأرض .. فانصرفوا !