اوضاع تستدعي الحذر

تحدث هذه الأيام أشياء لا تطاق .. ولا أخال أنها ستمر هكذا دون رداتٍ وارتدادات ، قد لا تكون محسوبة ولا متوقعة حتى من قبل أصحابها ، وإلا ربما ما غامروا باقترافها ، كما اخال أن رافضي ( هذه الأشياء ) ما كانوا ليتوقعوا أن تحدث وأن تكون رداتهم عليها بهذه الشدة .

فتوقيع اتفاقية مع الكيان الصهيوني لاستيراد الغاز المسروق من الشواطيء الفلسطينية ، فوق أنه استفزاز لمشاعر المواطن الأردني والعربي، وإقحام للمواطن بالتطبيع قسراً عنه مع هذا الكيان، وتسليم اختياري لواحد من أهم الأمور الإستراتيجية للعدو(وهو الطاقة) حتى لو كان  هذا التسليم جزئياً، سيمنح هذا العدو فرصة الإمساك بخناق البلد عندما يشاء، وهو الذي لم يلتزم حتى بمعاهدة وادي عربة ، رغم ما  تنطوي عليه من إجحاف لنا في الأردن.

ومع كل ما سبق فاتفاقية استيراد الغاز من الكيان الصهيوني لا مبرر لها “حتى مع إفتراض جدلي أن الكيان الصهيوني كيان (صديق) وليس عدواً ” فهذا (الصديق) اللدود ، يستورد الغاز من مصادر أخرى، لأنه أقل سعراً من الغاز المسروق من الشواطيء الفلسطينية ، سواء موّل أو سيمول من جيوب دافعي الضرائب الأردنيين.

ولدى الأردن بدائل ماثلة ، فميناء الغاز المسال في العقبة يزود الأردن بما يكفيه من الغاز ، بل ويعيد الأردن تسويق الفائض منه وتحقيق أرباح .

واستخراج الطاقة من الصخر الزيتي المتوفر في الأردن بكميات كبيرة ، أولوية تحقق أيضا تشغيل أيدي عاملة أردنية ، وتسهم في تحقيق الأمن الطاقي والإقتصادي ، بدل البقاء في حدود إستخراجه بكميات بسيطة .

وتوسيع إستخراج الغاز من حقل الريشة ، تثبت الدراسات ذات العلاقة انه ممكن ومتاح بكميات مضاعفة .

كما أن استيراد الغاز من بلدان عربية وصديقة وربما بأسعار تفضيلية ، ممكن كـقطر والعراق والجزائر وإيران وروسيا وربما غيرها ..

والتعجيل في تنفيذ خطوط إستيراد النفط والغاز من العراق ، وبخاصة بعد عودة الإستقرار إلى جنوبه ، مع إمكانية تعديل سير الخطوط  الناقلة على افتراض أن المسار السابق غير مناسب.

ومهما يكن من أمر ، وحتى مع إفتراض عدم وجود بدائل، لا ينبغي أن يكون استيراد الغاز أو أي سلعة من الكيان الصهيوني خياراً أو بين البدائل، فالعلاقات مع هذا الكيان العدواني العنصري الإحلالي الإحتلالي التوسعي أكبر وأشد من أي منفعة قد ترتجى ، والوقائع سابقاً وحالياً ماثلة ساعة؛ بساعة، وليس هناك ما يبشر بتغير في سلوك وعدوانية ومطامع هذا الكيان ، ونحن في الأردن كنا وما نزال مستهدفون وسنبقى كذلك ما بقي، رغم إعتقاد البعض في الأردن بغير ذلك ، سواء عن ( حسن نية ) أو سوء تقدير، أو تعسف ، أو سوى ذلك.

وفي السياق فإن إقامة أي علاقات مع الكيان الصهيوني من أي نوع بما في ذلك المشاركة في تشييع مجرمي هذا الكيان، خطأ فادح وهدر لدماء الشهداء من أردنيين وفلسطينيين وسوريين ومصريين وعراقيين وعرب، وبمثابة التشجيع له على اقتراف المزيد من الإعتداءآت والإستمرار في احتلال الأراضي العربية الفلسطينية والسورية واللبنانية وغيرها.. وأسْر الأطفال والنساء والمسنين والرجال والقياديين الفلسطينيين، وبناء الجدر العنصرية العازلة والإستيطان وجلب المزيد من المستوطنين الصهاينة وإسكانهم في الأراضي التي تصادر من الفلسطينيين أو تحتل، وانتهاك المقدسات والتحضير لهدم الأقصى والإستيلاء على الأوقاف المسيحية بطرق احتيالية .

بكلمات إن أي علاقات أمنية أو عسكرية أو اقتصادية أو تجارية أو ديبلوماسية أو ثقافية أو علمية او سياحية، أو أي علاقات اخرى، مع هذا الكيان ، أو ما يدرج تزويراً ( علاقات إنسانية) لا تخدم الأمة العربية ، بل هي وبالاً عليها وعلى من يقيمها ، في نهاية المطاف من قبل هذا الكيان العدواني الصهيوني، قبل سواه، فالكيان (أي كيان) يقوم على آلام وتشريد واغتصاب شعب أو جماعة أو أمة أو دولة أو كيان آخر، هو كيان يفتقر لأي حد من الإنسانية والسلوك القويم والمشروعية ، وأكثر من ذلك لا مستقبل له مهما طال به الزمن.

وعلى من يقر من سكان هذا الكيان من اليهود ، أنه كيان عدواني عنصري سالب لحقوق شعب آخر ، مغادرته والعمل ضده ، وإلا فهو جزء من هذا العدوان ومقترف له.

وما ينبغي التحذير منه، أن تقوم عصابات إرهابية باستغلال ما حدث أو ما قد يحدث ، فتكون كلمات حق يراد استغلالها لتنفيذ باطل . . فالحذر ؛ دون خوف أو حتى قلق .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى