كيري يسكب ماءً بارداً على رؤوس المعارضة السورية الحامية

سربت صحيفة نيويورك تايمز تسجيلات صوتية نسبت لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري أثناء لقائه مع عشرين من المعارضين السوريين، بالإضافة إلى عدد من الدبلوماسيين، حيث دام اللقاء 40 دقيقة في مقر البعثة الهولندية داخل مبنى الأمم المتحدة في يوم 22 أيلول الماضي، على هامش اجتماعات الدورة السنوية للجمعية العامة.
وقد نُشرت التسريبات الصوتية على شكل 8 مقاطع صوتية، وتم التأكد من صحة ما جاء في التسجيلات من خلال عرضها على من شاركوا في الاجتماع الذين أثبتوا صحتها.
وقد عبر كيري عن خيبة أمله إزاء الطريقة التي تتم فيها إدارة الملف السوري من قبل إدارة أوباما، مشيرًا إلى انعدام الرغبة لديها في التدخل عسكريًا في سورية، فالكونغرس لن يوافق على استخدام القوة نظرًا لمعارضة الأمريكيين إرسال أي جندي إلى سورية.
وقال كيري إن الجهود الدبلوماسية الأمريكية لم تكن معززة باستخدام القوة، وأكمل قائلاً إن تسليح المعارضة السورية أو انخراط أمريكا في حرب هناك سيؤدي إلى نتائج عكسية، فزيادة نطاق التدخل الأمريكي في سورية سوف يدفع بالأطراف المنخرطة في الأزمة للقيام بخطوات مشابهة، أي أن هذا سيفضي إلى استخدام روسيا ما هو أكثر مما تستخدمه اليوم، وكذلك الأمر بالنسبة لإيران، بينما ستعمل كل من السعودية وتركيا على ضخ المزيد من المال للمعارضة، وهذا برأي كيري سيقضي على الجميع في نهاية المطاف.
وأكمل كيري كلامه للمعارضين الذين خرجوا محبطين بعد انتهاء اللقاء، أن الولايات المتحدة لا تستند إلى أي أساس قانوني يشرع لها التدخل البري لضرب القوات السورية، خلافًا لموسكو المتواجدة بعدتها وعتادها في سورية بناء على دعوة من الحكومة السورية.
وقد حاول بعض الموجودين ثني كيري عن تناقضات السياسة الأمريكية، إلا أنه عاد ليؤكد أن ”محادثات” تجري داخل أروقة الإدارة الأمريكية بعد حملة القصف المكثفة على حلب وانهيار المحادثات مع روسيا، ثم استدرك قائلاً: إن أي جهد أمريكي لتسليح المعارضة أو الانضمام إلى القتال قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
وفي حديثه عن الجماعات والميليشيات المقاتلة في سوررية ذكر أن موقف الولايات المتحدة من حزب الله أنه ”لا يخطط ضدنا” على الرغم من أنه يندرج ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية، أما تنظيم داعش والقاعدة، فقد طلب كيري من المعارضة مساعدتها على محاربة هذين التنظيمين لأنهما ”أعلنا الحرب على الولايات المتحدة”.
وفي إشارة إلى مدى إحباطه قال كيري ”نحاول استخدام الدبلوماسية وأفهم أن هذا مدعاة للإحباط، لكن لا يوجد أحد يشعر بالإحباط أكثر مني” ثم خاطب الحضور قائلاً :”عليكم أن تقاتلوا من أجلنا لكننا لن نقاتل معكم” بحسب ما ذكر أحد حضور الجلسة.
كما ذكر أحد المشاركين في اللقاء ان كيري نصحهم بالقول :ان أفضل أمل بالنسبة للمعارضة السورية هو القبول بحل سياسي لإدخال المعارضة في طور حكومة انتقالية وأضاف ”حينها ستصبح أمامكم انتخابات ولتتركوا الشعب السوري يقرر من الذي يريد”.
وبعد ذلك اقترح كيري على الحضور مشاركتهم في انتخابات تشمل الرئيس بشار الأسد، وقال لا أحد من اللاجئين السوريين سيقوم بانتخابه، بينما ترك الحضور في ذهول تام وإحباط من السياسة الأمريكية تجاه سورية التي طالما طالبت الرئيس الأسد بالتنحي !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى