توافقات دولية واقليمية حول حل قريب للازمة السورية

 

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنّ موسكو وواشنطن ”يُمكن أن تتوصّلا قريباً إلى اتّفاق تعاونٍ حول سوريا”.

ووصف بوتين، في مقابلةٍ مع وكالة ”بلومبرغ”، بثّت يوم الجمعة الماضي، المحادثات حول الأزمة السّوريّة بـ”الصّعبة جدّاً”،  ولكنه اكد أنّ الطّرفين، الرّوسي والأميركي، ”يتحرّكان بشكلٍ تدريجيّ في الاتّجاه الصّحيح”.

وقد ثمّن الرّئيس الرّوسي مساهمة وزير الخارجيّة الأميركيّ جون كيري في تجاوز الخلافات بين موسكو وواشنطن، فيما ثمن كيري، من جهته، نتائج التّعاون الرّوسي- الأميركيّ.. وقال، في مقابلةٍ مع صحيفة ”تايمس أوف إنديا”، ”كان الرّوس شريكاً مهمّاً في مجال التّوصّل إلى الاتّفاقيّة النّوويّة الإيرانيّة، وايضاً في حلّ مشكلة السّلاح الكيميائي السوري، ونحن نحاول معاً التوصّل إلى وقف العمليّات القتاليّة هناك”.

كما كان لافتاً تمسك الرئيس  بوتين ببقاء الرئيس بشار الاسد، وقال رداً على المطالبة برحيل الرئيس السوري: انه ”من الأفضل التحلي بالصبر ومساندة جهود تغيير بنيان المجتمع، والانتظار حتى إجراء التغييرات الطبيعية من الداخل”.

وأضاف بوتين في تصريحاته لوكالة بلومبرغ: ”عندما أسمع مطلب رحيل الأسد أطرح هذا السؤال: الى ماذا سوف يؤدي هذا؟ وهل يتفق هذا وأحكام القانون الدولي؟”، مشدداً على أنه لا يمكن أن تطرأ التغييرات المطلوبة في سوريا بين ليلة وضحاها، مؤكدا ضرورة التحلي بالصبر.

اما الرئيس الامريكي أوباما فقد اكد امس في مؤتمر صحفي بمدينة هانغتشو الصينية، على هامش قمة مجموعة العشرين : إن ”المحادثات مع روسيا ستكون السبيل إلى التوصل إلى أي اتفاق لوقف العمليات القتالية في سوريا، إلا أن المفاوضات صعبة، وما زالت توجد خلافات خطيرة بين واشنطن وموسكو”.. وهو الامر الذي تداركه جون كيري، وزير الخارجية الامريكية حين اعلن امس ان روسيا وامريكا قد اتفقتا على العديد من النقاط حول سورية وسألتقي لافروف لمحاولة تخطي الخلافات القليلة المتبقية.

ورغم النفي الروسي لهذه الانباء, الا ان صحيفة ”السفير” اللبنانية قد ذكرت ان الرئيس بوتين يعتزم التوسط للجمع في موسكو بين الرئيسين السوري بشار الاسد والتركي رجب اردوغان، ضمن مروحة زمنية تمتد من الثامن عشر من الشهر الحالي، حتى الثاني والعشرين منه.

وقالت ”السفير”، ان التحضيرات لهذه الوساطة قد بدأت خلال لقاء المصالحة في سان بطرسبورغ بين الرئيسَين اردوغان وبوتين في التاسع من شهر آب الماضي، حيث تزامن لقاء سان بطرسبورغ مع وصول وفد أمني سوري كبير ضم رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، وأحد كبار ضباط الشعبة، ومجموعة من ضباط المخابرات الجوية، ونائب مدير المخابرات العامة، واللواء علي مملوك رئيس مجلس الأمن الوطني.

ويشير حضور الوفد في موسكو خلال لقاء اردوغان – بوتين إلى شمول المفاوضات الروسية التركية آنذاك لكافة الملفات الملتهبة، بما فيها الملف الأبرز السوري، والتوصل إلى تفاهمات مبدئية بينهما، يجري اختبارها اليوم، لا سيما مع التدخل التركي في الشمال السوري.

وبحسب مصادر دبلوماسية روسية وغربية متقاطعة في موسكو وجنيف، فإن موعد اللقاء النهائي، سيحدده اللواء علي مملوك، خلال زيارته إلى العاصمة الروسية غداً الثلاثاء، على ضوء المشاورات التي سيجريها مع مسؤولين روس وأتراك، حيث تقول المعلومات إن جدول الأعمال سيكتمل إعداده خلال زيارة سيقوم بها رئيس المخابرات التركية حقان فيدان إلى دمشق، ما بين العاشر والخامس عشر من أيلول الحالي.

وقد لا يكون في برنامج القمة الثلاثية أي مصافحات بين الرجلَين، نظراً لان الحرب الكلامية بينهما، قد تركت الكثير من الندوب، لكن الروس الذين يسابقون خروج الرئيس باراك أوباما من البيت الأبيض، ويسيطر عليهم هاجس الخوف من تصعيد الإدارة الكلينتونية المقبلة حرب استنزافهم في سوريا، بذلوا جهودا كبيرة لإعداد الملفات الخلافية كافة. وقدموا في المشاورات الأولية تصورا مقبولا لدى الأتراك وسلما للنزول عن الشجرة السورية العالية التي صعدوا إليها منذ خمسة أعوام بالتمترس خلف شعار إسقاط الأسد.

وفي تصريح لافت، وان كان ليس مفاجئاً، اكد  بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي يوم الجمعة الماضي، إن تركيا تهدف إلى تطبيع علاقاتها مع مصر، وإصلاح علاقاتها بسوريا في المستقبل.

وقال يلدريم في إفادة تلفزيونية مع عدد من الوزراء: ”إن شاء الله سيكون هناك تطبيع مع مصر وسوريا، فتركيا جادة فعلياً لتطبيع العلاقات مع هاتين الدولتين”.

ولم يعلن يلدريم جدولا زمنيا لإصلاح العلاقات مع الدولتين.. ولكن المحللين يقولون إن مثل هذا الاصلاح سيمثل تغيرا آخر في السياسة الخارجية الإقليمية لتركيا بعد أن أصلحت علاقتها بإسرائيل وروسيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى