عنزاتي الأليفة
بقلم : إنصاف قلعجي
يقول جورج أورويل بأن الحروب ليست مهمة في ما إذا كانت حقيقة أو لا، في ما إذا كان النصر ممكنا بها أو لا، بل أهميتها في استمرارها، هدفها الحفاظ على السلطة، عن طريق الاستفادة من الفقر والجهل.
الإرهاب والحرب على الإرهاب والجذور الحقيقية لهذا الإرهاب تكمن في أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ايلول عام 2001 التي خطط لها بدقة لتكون بداية العدوان على أمتنا بدءا من الحرب على العراق لتحط الرحال في سورية، وحسب مخطط كيسنجر، سيتم لاحقا احتلال سبع دول عربية وتدميرها لإنجاز مخطط 11/9 .
وقد كثرت الدراسات من تلك الفترة وما يتبعها، وتساءل الخبراء والمحللون عمن يقف وراء تلك الأحداث، ومن هو المدبر الحقيقي لكل هذا الدمار الذي حدث لاحقا. نشرت عام 2007 شبكة “فولتير نت” مقالة للكاتب ديفيد راي غريفين، الكاتب المعروف والأستاذ الجامعي، يحث فيها جماعة ” المتحدون من أجل الحقيقة” للخروج في مسيرة في العاصمة بروكسيل لكشف حقيقة أحداث سبتمبر/ايلول، ودعا كل ذوي النوايا الحسنة إلى المشاركة المكثفة في هذه التظاهرة. وقد وجه رسالة دعم وتحفيز إلى منظمي هذه التظاهرة يقول.. إن الهجمات التي شهدتها نيويورك وواشنطن قبل ستة أعوام تركت الناس حائرين ومستعدين لقبول أية أطروحات وتفسيرات تقدمها إدارة بوش-تشيني…. لقد شهدنا في العالم حربا مزعومة ضد الإرهاب والتي لم تكن في الحقيقة سوى حرب عدوانية ضد المسلمين، وحربا من أجل النفط والسيطرة على ثروات الدول الإسلامية. ومعنى هذا، ست سنوات من التعذيب والإذلال ووفيات مئات الآلاف من الأشخاص في أفغانستان والعراق، سواء كانوا مدنيين أبرياء أو جنودا محاربين لاحتلال لا أخلاقي ولا شرعي.. ويضيف غريفين.. الحقيقة بالطبع أن الحرب على الإرهاب أمر مزيف ومغلوط، و”الحركة من أجل معرفة الحقيقة في أحداث 11 سبتمبر “( التي يرأسها) دافعها الأول هو اكتشاف حقيقة ما وقع بالفعل في ذلك اليوم من عام 2001 ومن يقف وراء تلك الهجمات… وكل يوم يزداد عدد الذين يعتقدون أن أحداث سبتمبر كانت عملا مدبرا من الداخل من طرف أوركسترا الحكومة الأمريكية كمبرر لتطبيق سياستها الخارجية المحددة سلفا.
وكان غريفين قد نشر مقالة عام 2006 على الموقع ذاته بعنوان” قراءة في تقرير لجنة التحقيق الرئاسية: 115 كذبة حول أحداث 11 سبتمبر” فند فيها التقارير والتصريحات الرسمية لإدارة بوش.
عام 2004 ، أخرج منتج الأفلام الأمريكي، مايكل مور فيلما وثائقيا ، كتبه وأخرجه، بعنوان”فهرنهايت” ينتقد فيه الولاية الرئاسية للرئيس الأمريكي جورج بوش، بداياتها وأحداثها، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وطريقة تعامل بوش ومعاونيه مع أحداث سبتمبر، والحرب على الإرهاب وطريقة تغطية وسائل الإعلام الأمريكية لتلك الموضوعات. وقد عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان، ونال، كما يقال،أطول تصفيق في تاريخ المهرجانات السينمائية لمدة عشرين دقيقة، وترشح الفيلم لعدة جوائز، وفاز بالكثير منها أهمها جائزة النخلة الذهبية. وفي هذا الفيلم يصور مور وصول خبر أولى ضربات سبتمبر لمسامع بوش وهو في طريقه لزيارة إحدى المدارس الابتدائية في ولاية فلوريدا، لكن بوش لا يحرك ساكنا. ثم خبر وصول الضربة الثانية، لكنه يواصل وجوده في المدرسة وهو يقرأ لتلاميذ المدرسة الابتدائية قصة ” عنزاتي الأليفة”.
وتوالت الدراسات والكتب في العالم، وكلها عن تزوير أحداث سبتمبر وأن العملية كلها كانت مدبرة من قبل الإدارة الأمريكية.
وابتدأت حكاية التآمر الكبيرة على الأمة بعد أحداث سبتمبر. وقد صرح ريتشارد كلارك، المسؤول الأمريكي السابق عن إدارة مكافحة الإرهاب في لقاء معه في 21/3/2004 مع شبكة CBS NEWS وإثر صدور كتابه”في مواجهة كل الأعداء” صرح أن بوش طلب منه بعد أحداث سبتمبر أن يبحث عن صلة بين هذه الأحداث والرئيس صدام حسين، رغم أنه أخبره بعدم وجود أي علاقة بينهما، وأن رامسفيلد كان يدفع، بعد الحدث مباشرة، باتجاه ضرب العراق. وكان بوش قد طلب التحقق في ما إذا كان العراق قد قام بهذه الأحداث، ” وكأن بوش كان يريدني أن أعود إليه بتقرير يقول إن العراق فعل ذلك”.
يقول الرئيس صدام حسين في ” مذكراته…”: “.. نحن ضد أي عمل إرهابي سواء أكان من دول أو أفراد.. لكنني أقول جازما إن ما حصل هو لعبة أمريكية مخابراتية، قد تكون وراءها الصهيونية، وذلك لدفع أمريكا ومن ورائها الشعب الأمريكي للقبول بالاعتداء على الدول النامية التي لا ذنب لها، من أجل فرض سياسة الهيمنة ونهب الثروات. وقد كان ذلك مخططا بعناية لأن أمريكا هي التي صنعت القاعدة في أفغانستان للحرب ضد السوفييت. وهذا معروف للجميع. واستخدمت هذه الكارثة ( الحادي عشر من سبتمبر) ذريعة للعدوان على أفغانستان واحتلاله، وعلى العراق واحتلاله كذلك”.
وابتدأ المخطط الجهنمي، بتدمير العراق واحتلاله، ومن ثم تهاوت أحجار الدومينو.