النيابة ويعقوب معمر…!
بقلم : نوال عباسي
يافطات وملصقات ومناسف ومهاتفات وخيام وقهوة وحلويات وخطب عصماء ووعود واهية وتجمعات ودعايات للإنتخابات القادمة التي باتت على الأبواب. وبعد انتهاء الإنتخابات يعم الهدوء في الأرجاء…وسأكتب بإختصار ما حدثني به عمي عن المرحوم يعقوب معمر وفوزه بالإنتخابات في مدينة إربد وضواحيها دون حملة إنتخابية أو حتى مقر إنتخابي .
قال عمي ـ لقد كان يعقوب معمر رجلاً شريفاً ويده نظيفة لم تتواجد حوله عشيرة كبيرة أو صغيرة لتدعمه في الإنتخابات، ولم يكن ينتمي لأي حزب اجتماعي أو سياسي ليدعمه في حملته ولم ينفق قرشاً أو يولم لحما أو برغلاً خلال حملته . إنما كان منتمياً للأردن وللشعب الأردني… يحمل هموم الناس، ويحل مشاكلهم بعدل دون منة على أحد… يساعد المحتاجين ماديا من جيبه.. يستضيف أهل القرى للمنام في بيته إذا تأخر الوقت ولم يجدوا مواصلات…
ذلك الرجل كان يشغل منصب قاض في محكمة مدينة إربد وكان قاضيا عادلاَ ونزيهاً… وكان يفتح باب مكتبه لجميع فئات الشعب يقف مع المظلومين وينصفهم يدافع عنهم، يساعد المحتاجين، ولا يرد سائلا شيخا كان أم شابا رجلا أم إمرأة غنياً أم فقيرًا…ولقد أصبح حديث الناس بين فئات الشعب عن كرمه ولطفه ونزاهته وعدله وتفانيه في خدمتهم…
لقد رشح القاضي ( معمر) نفسه للإنتخابات البرلمانية وفاز بأعلى نسبة من الأصوات، فالشعب انتخبه وأجلسه تحت قبة البرلمان ليمثله بجدارة… معمر كان من أصول فلسطينية من مدينة الناصرة ومسيحياً سكن والده مدينة الحصن، لم يفرق في معامتله بين أردني وأردني. معمر واصل مشوار العطاء وخدمة الشعب بكل ما أوتي من حكمة وعدالة… وعين وزيراً أكثر من مرة خلال عهد جلالة المرحوم الملك حسين لم يغلق باب مكتبه في النيابة أو الوزارة، لم يشتر بيتا في عمان وترجل عن صهوة الحياة ووضعه المادي لا يسمن ولا يغني.. ولم يكن المنصب أو الجلوس على الكرسي هدفه إنما كان هدفه خدمة الشعب والوطن..!
بعد أنهى عمي كلامه، أجدني أقول وأسأل النواب الذين إنتهت مدة صلاحيتهم، وللمرشحين أنفسهم للإنتخابات القادمة! من منكم سيفعل كما فعل المرحوم يعقوب معمر حين جلس تحت قبة البرلمان أو على كرسي الوزارة…؟