اتصالات مبكرة يجريها الديوان الملكي مع فريق هيلاري كلنتون
باشرت الدوائر الاردنية الحاكمة مد جسور التواصل، وفتح قنوات التحاور مع فريق السيدة هيلاري كلنتون، المرشحة لانتخابات الرئاسة الامريكية عن الحزب الديموقراطي، بعدما رجّحت الاستطلاعات السياسية الدقيقة فرصة فوزها بالمنصب الرئاسي، وعودتها للبيت الابيض، لدى اجراء الانتخابات اوائل شهر تشرين الثاني المقبل.
وعلمت ”المجد” ان خلية نوعية مختارة من اركان الديوان الملكي والمؤسسة الدبلوماسية قد تشكلت مؤخراً لهذه الغاية، وانها قد باشرت بالفعل اتصالاتها السرية مع حاشية السيدة كلنتون لتهيئة ارضية توافقية مبكرة يمكن تدعيمها والبناء عليها لدى تسلم كلنتون مقاليد الرئاسة الامريكية مع بدايات السنة القادمة.
وقال مصدر مطلع ”للمجد” ان الاردن ليس الدولة العربية الوحيدة التي تحاول ترتيب علاقاتها سلفاً مع ادارة كلنتون العتيدة، فهناك اكثر من دولة تقوم بذات الجهد والسعي، على رأسها مصر والسعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي التي تجهد لكسب ود الرئيسة الجديدة، وتأمل هذه الدول – وربما تراهن- ان تختلف مواقف وسياسات الساكنة المقبلة للبيت الابيض عن سياسات وممارسات سلفها الرئيس الحالي باراك اوباما.
واكد المصدر ان صداقة قديمة ومتينة تربط بين المسؤولين الاردنيين والسيدة كلنتون حتى قبل تسلمها حقيبة وزارة الخارجية الامريكية خلال الحقبة الاولى لادارة الرئيس اوباما، غير ان ذلك لا ينفي وجود خلافات سياسية معلنة وعميقة بين عمان وكلنتون التي سبق لها ان قالت قبل بضع سنوات : ”لقد آن الاوان للاردن ان ينتخب رٌّئيس وزرائه”، فيما صرحت في مثل هذا الشهر من العام الماضي : ”ان من الصعب على القادة الامريكيين الاعتراف بان النظام الفردي- الموناركي- في الاردن هو صاحب توجهات غربية وديموقراطية، وان في مقدور هؤلاء القادة اعتباره شريكاً رئيسياً للولايات المتحدة، ووسيطاً قوياً لتحقيق السلام، في الشرق الاوسط، ذلك لان مستقبل الاردن ما زال مفتوحا”.
الاخطر من هذا ان كلنتون – وفق المصدر- قد اثارت استياء واستهجان نخبة المسؤولين في عمان، حين ساوت بين مصير الاردن الهادئ والمستقر، وسوريا المشتعلة بالصراعات منذ خمس سنوات، حيث ورد على لسان كلنتون قولها خلال لقاء انتخابي لها مع طلاب جامعة ماونت فرنون في ولاية ايوا : ”ان اي اتفاق سلام دائم بين الفلسطينيين والاسرائيليين يبدو بعيد المنال، في ظل غموض مستقبل جيرانهم وقبل ان يتضح لهم ما يمكن ان يحدث لسوريا والاردن”.
واوضح المصدر المطلع ان الدوائر الرسمية الاردنية التي تعرف متانة ارتباط كلنتون باللوبي اليهودي والكيان الاسرائيلي، تبذل منذ الآن افضل المساعي لتضييق مساحة الاختلاف وسوء الفهم مع هذه السيدة التي لن تتورع، في الغالب، عن مطالبة الحكم الاردني باستحقاقين ثقيلين، اولهما داخلي يتعلق باجراء اصلاحات سياسية وديموقراطية جذرية، وليست شكلية ومظهرية، من شأنها لجم آليات الفساد والاستبداد، وتشجيع المشاركة الشعبية في صنع القرار.. وثانيهما خارجي يتصل بدور اردني صعب وتنازلات كبيرة قد تتطلبها مفاوضات الحل النهائي (اقرأ التصفوي) لقضية فلسطين، بما في ذلك الحاق بقايا الضفة الغربية به، تحت عنوان الدولة الكونفدرالية.
وختم المصدر بالقول، ان الاستعدادات الاردنية المبكرة لتلافي الضغوط المنتظرة من ادارة كلنتون، لم تقتصر على الجانب الامريكي، بل تنطوي على عدة تنسيقات ونشاطات سياسية ودبلوماسية على اعلى المستويات، ولجهة استقطاب اوسع دعم ومؤازرة واسناد من لدن الاشقاء في الدول العربية، والاصدقاء في العالم.. لافتاً (المصدر) الى ان محادثات الملك الاخيرة بالقاهرة مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد تطرقت بالدرجة الاساس الى ضرورة توحيد الرؤية المصرية- الاردنية حول التعامل مع الادارة الامريكية الجديدة !!
انا شخصيا اتمنى فوز ترامب على هذه السيدة الشريرة لكل الاسباب الواردة اعلاه