العزوف عن الانتخابات.. لماذا ؟

بقلم : المحامي هاني الدحلة

لاحظ المواطنون ان الانتخابات القادمة لم تحفز العديد من الشخصيات الوطنية والمرموقة على الترشح بالرغم من الاعلان عن عزم الحكومة ضمان النزاهة والحرية للعملية الانتخابية.

وقد عزا البعض اسباب العزوف الى ان مؤسسة المجلس النيابي لدينا قد فقدت دورها خلال العشرين سنة الماضية, وان اعادة الدور الهام للمجلس النيابي لا يمكن ان يتم بقيام عدد محدود من الشخصيات السياسية بالترشح- حتى لو نجحوا- لان عددهم سيظل محدوداً وغير قادر على احداث اي تغيير في الوضع النيابي.

ولا بد لتغيير هذا الوضع من قيام احزاب المعارضة والشخصيات الوطنية والنقابات المهنية والعمالية بجهود تؤدي لتشكيل حكومة منهم تشرف هي على الانتخابات وتضمن عدم التدخل في مسارها ونتائجها.

ولكن يظهر ان السلطات المسؤولة عن توجيه الامور لم تقنع بعد بضرورة وجود حكومة وطنية ومجلس نيابي وطني, نظراً لانها استمرأت وارتاحت مع المجالس النيابية والحكومات التي وجدت خلال العشرين سنة الماضية, لانها كانت طوع ارادتها ولا تخالف لها رأياً.

ورغم ان ذلك قد حوّل البلد الى اقطاعية لهذه السلطات, وجعل منه بلداً محكوماً من سلطة مطلقة لا مجال فيها للديمقراطية والحرية وحقوق الانسان, الا ان المسؤولين مرتاحون لهذا الوضع ما دام يوفر لهم السيطرة على كل شيء.. وبذلك ينطبق على وضعنا ما ينطبق على باقي البلاد العربية من اوصاف التخلف والاستبداد.. ومن شابه أخاه فما ظلم !!!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى