تضامن حزبي ونقابي وطلابي اردني واسع مع الأسير الفلسطيني بلال كايد

أقام حزب الوحدة الشعبية الاسبوع الماضي مهرجاناً جماهيرياً في مجمع النقابات المهنية، تضامناً ودعماً للأسير البطل بلال كايد والقائد أحمد سعدات ورفاقهما الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الصهيوني.
وقد حضر المهرجان شخصيات وفعاليات حزبية ووطنية وشعبية وازنة غصت بها قاعة الرشيد في مجمع النقابات المهنية.
وألقى كل من الدكتور سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية، وتهاني الشخشير رئيسة اتحاد المرأة الأردنية، وحسني الصعوب وأبو محمد الكايد عم الأسير بلال، كلمات أكدت على الوقوف والتضامن الكامل مع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني الذين يسطرون معركة بطولية في وجه المحتل الصهيوني.
وفي كلمته حيا الدكتور ذياب المناضل الاردني السجين أحمد الدقامسة، كما وجه التحية والإكبار والاعتزاز إلى رمز الفخار والصمود بلال كايد الذي انخرط في اضراب مفتوح رفضاً للتوقيف الإداري الظالم الذي صدر بحقه بعد أن أمضى محكوميته أربعة عشر عاماً ونصف العام من الاعتقال.
وأشار ذياب إلى أن العدو الصهيوني أبت عليه نزعته السادية ووحشيته وانحداره الأخلاقي إلا أن يمدد اعتقاله ظناً منه أنه قادر على كسر شوكته دون أن يعرف كما قال بلال عنه نفسه (اختار العدو الخطأ)، فأنا كما ترددين يا أمي دائماً أسد.
ولفت الدكتور ذياب إلى أن دخول الرفيق أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والمئات من الأسرى إلى ميدان معركة الأمعاء الخاوية يعطي لهذه المعركة بعداً جديداً ويمهد لكي تكون شرارة المواجهة الشاملة داخل السجون وخارجها. هذه المعركة وحالة التضامن الشعبي والتي يجب أن تتجاوز الوقفات والندوات إلى حالة حراك شعبي واسع وتوفر الدعم الإعلامي في ظل هذه الإرادة الفولاذية لهم من شأن ذلك أن يشكل الإعلان لانتفاضة شعبية تعزز نقاط القوة وعناصر التوحد للشعب الفلسطيني وتبشر لمرحلة جديدة من النضال الفلسطيني والمواجهة الفلسطينية.
ونوه الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية إلى أن ما يمارسه العدو بحق الأسرى من حرمان الزيارة إلى التنقلات داخل السجون والتفتيش العاري والتقليصات المستمرة لحقوق الأسرى التعليمية والصحية. هذه الممارسات يواجهها الأسرى بالرفض والاحتجاج والإضراب كشكل من أشكال العصيان والاحتجاج وفضح للظلم.
وختم الدكتور سعيد ذياب كلمته بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي يخوض الأسرى الفلسطينيون معركتهم، تحتدم المواجهة بين قوى الإرهاب المدعومة عالمياً مع الجيش العربي السوري الذي يدافع عن وحدة سورية وصمودها في مواجهة الإرهاب العالمي. وتتداخل هذه المرحلة كذلك بسعي رجعي عربي للتطبيع مع الكيان الصهيوني والتحلل من كافة الالتزامات القومية.
ومن جانبه ألقى أبو محمد كايد، (عم الاسير الكايد) كلمة أكد فيها على أهمية هذا المهرجان الذي يكشف للعالم همجية الاحتلال الإسرائيلي الذي حوّل سجونه لساحة مواجهات مع الأسرى وخاصة المضربين عن الطعام الذين جاوز عددهم الـــ 400 وما زالوا يواصلون إضرابهم المفتوح.
ولفت الكايد إلى أن قوات الاحتلال تداهم غرف الأسرى وتعتدي عليهم بالضرب والإهانة والإذلال، ولقد علمنا أن أسيرنا البطل بلال الكايد أصبح في حالة صحية حرجة جداً بعد إضرابه المفتوح عن الطعام لمدة تزيد عن خمسين يوماً.
وناشد عم المناضل بلال الكايد جميع المؤسسات الدولية وخاصة مؤسسة حقوق الإنسان، إن كان هنالك حقوق للإنسان، سرعة التدخل لإنقاذ حياة هؤلاء الأسرى ولجم همجية هذا الكيان الغاصب عن ممارسة سياسات القمع غير المسبوقة التي تقوم بها قواته ضد أسرانا البواسل.
كما ألقت تهاني الشخشير رئيسة اتحاد المرأة الأردنية كلمة في المهرجان أكدت فيها أن سياسة العدو الصهيوني والمتمثلة بتصفية أو باعتقال كل من يعمل على أو يدعو إلى مقاومة الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية الاستعمارية والمتمثلة بالاستيلاء على الاراضي الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني وتهويد الأراضي وخاصة القدس، لهو أكبر دليل على أن هؤلاء هم الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وأشارت الشخشير إلى أن شعبنا العربي الفلسطيني لا يزال رغم القهر والظلم وهمجية الكيان وأذرعه من المستوطنين، صامداً مقاوماً مصراً على حقه بالعودة والتحرير، وفي هذه المناسبة نقول لكل المستسلمين والخونة كما قال أسرانا الأبطال أن حق العودة لا عودة عنه، وأننا لن نتنازل عن شبر من أراضينا، وأنه لا تصالح ولا مفاوضات مع العدو الإمبريالي الصهيوني هذا العدو الذي يسعى للتغول على الأراضي الفلسطينية من خلال بناء المستوطنات والجدار العازل، ويحكم القيد على الأسرى ويمارس عليهم أبشع أشكال التعذيب والتجويع، فلا تعايش أو تفاوض أو تصالح معه، وكيف يمكن للسلطة الفلسطينية بالتفاوض مع هذا العدو، كيف يمكن الاستمرار بنهج أوسلو المقبور، والذي أثبت الزمن وبعد أكثر من عشرين عاماً فشله فشلاً ذريعاً، كيف تستمر السلطة بالتنسيق الأمني مع هذا الكيان العدواني الصهيوني في ظل أبشع شكل من أشكال الاحتلال والاستيطان والتشريد والتهويد.
ونوهت الشخشير إلى أن الاحتلال الصهيوني لم يتوانى عن استهداف الطفولة الفلسطينية بإجراءات عنصرية صهيونية همجية، لم نشهد بالتاريخ لها مثيل، الهدف منها محاولة الانقضاض والنيل من جيل مقاوم نما وترعرع على عشق المقاومة والحرية، وهذا ما تؤكده بشاعة العدو الصهيوني من خلال التصعيد المستمر والمتمثل في قتل الأطفال الفلسطينيين بدم بارد، وفي إصدار الأحكام الجائرة بحق الأطفال الذين بلغوا الثانية عشرة من العمر واعتقالهم المتكرر رغم صغر سنهم، بشكل يمثل انتهاكاً صارخاً لمبادئ وقواعد القانون الدولي الإنساني ولاتفاقية حقوق الطفل.
وفي كلمة الفعاليات الوطنية أكد المناضل حسني الصعوب على أننا ”نحتشد اليوم بهذه المناسبة الجليلة تضامناً ووقوفاً مع أسرانا الأبطال في سجون الاحتلال الصهيوني الذي لا يزال يمعن بتعذيب شعبنا الفلسطيني بكافة أشكال القمع والقتل والاعتقال الذي يعتقد فيه واهماً بأن هذا الشعب المناضل يمكن أن يقبل التعايش معه تحت أي عنوان سياسي أو تسووي أو يستكين عن مقارعته وطرده.”
وأضاف الصعوب أن شعبنا العربي في فلسطين ناضل ولايزال مستمراً بنضاله وعلى كافة الجبهات وأشكالها ابتداءً من حمل البندقية والانتفاضة الأولى والثانية ولا يزال متمسكاً بإصراره وعناده لتطوير أدواته الكفاحية ونضاله ودفع الشهيد تلو الشهيد والأسير تلو الأسير.
وأشار الصعوب إلى أن الأسير بلال كايد بدأ وبعد عدة إضرابات عن الطعام مع رفاقه الأسرى في سجون الاحتلال ومنذ أربعة عشر عاماً بإضراب مفتوح عن الطعام منذ ما يقارب الستين يوماً احتجاجاً على تحويله للاعتقال الإداري بعد انتهاء مدة محكوميته وانضم إليه ما يقرب من مائة أسير آخر من رفاقه أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفي مقدمتهم الأسير القائد أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني والذي تعرض للنقل من سجن الاحتلال في ريمون إلى العزل الانفرادي وانضم للإضراب لاحقاً المناضل جورج عبدالله المعتقل في السجون الفرنسية منذ 83 عاماً كما وانضم للإضراب أيضاً مائة وخمسون مناضل من الحركة الأسيرة داخل المعتقلات الصهيونية.
واختتم المهرجان مع الشاعر المناضل صلاح أبو لاوي الذي ألقى مجموعة من قصائده الوطنية من ضمنها قصيدة بعنوان ”أسرى”، استخوذت على اعجاب الحضور.
وكانت لجنة الحريات في نقابة المهندسين، قد نظمت وقفة تضامنية مع الأسير المضرب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي بلال كايد، أمام مجمع النقابات المهنية في عمّان.
وتحدث خلال الوقفة عضو مجلس النقابة، المهندس سري زعيتر، عن دور النقابة في الدفاع عن الحريات العامة، وعن قضية الأسرى تحديدًا، مؤكدًا ”أن الأسرى شموع تضيء دربنا، وهم فخر للأمة وتحريرهم واجب عليها”.
بدوره، دعا زياد كايد (عم الأسير بلال كايد) المؤسسات الوطنية والحقوقية إلى اتخاذ خطوات تضامنية والتحرك بشكل جدي لنصرة قضية الأسرى بشكل عام وقضية كايد بشكل خاص.
من جهته، تحدث الأسير المحرر مروان المالحي، عن حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال، منددًا بالاعتقال الإداري الذي تنتهجه سلطات الاحتلال ”لكسر إرادة الأسرى”.
وأشاد المالحي بالوحدة الوطنية بين الأسرى في السجون الإسرائيلية، موجهًا التحية والتقدير للأسرى على صبرهم وصمودهم أمام ”صلف السجان وغطرسته”.
وأفاد رئيس لجنة الحريات في نقابة المهندسين، مازن ملصة، (وهو أسير أردني محرر من السجون الإسرائيلية)، بأن تل أبيب تعتقل في سجونها 25 أسيرًا أردنيًا و30 مفقودًا.
ودعا المحرر ملصة الحكومة إلى الضغط بكل الوسائل المتاحة حتى يتم تحرير كافة الأسرى الأردنيين من السجون الإسرائيلية وكشف مصير المفقودين.
من جانبها أصدرت القوى الطلابية في الجامعة الأردنية بياناً تضامنياً مع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني والذين يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وقالت فيه : نتابع بمنتهى الفخر والثقة بالنصر إضراب الحركة العربية الفلسطينية الأسيرة في سجون العدو الصهيوني تضامناً مع الأسير بلال كايد الذي اضراب عن كل شيء إلا الكرامة والعزة احتجاجا على سياسات الاعتقال الإداري التي تنتهجها سلطات الاحتلال الصهيوني ضاربةً بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية الخاصة بالأسرى وعلى رأسها اتفاقية جنيف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى