دولة فاشلة بمواجهة حزب ورسالة قومية نهضوية !!

بقلم : اسماعيل أبو البندورة

لا أحد يستطيع أن يتصور ما الذي تريده الطغمة الطائفية العميلة التي جاء بها الاحتلال الأمريكي عندما تنذر نفسها لمحاربة الحزب القومي المتجذر في  عقل العراق وروحه وباني نهضته الحديثة وحامل لواء الرسالة القومية النهضوية والمشروع الوطني القادر على إنقاذ البلاد وإخراجها من الشرنقة الاستعمارية الطائفية الظلامية في المرحلة الراهنة !

ولا أحد يتصور دولة فاشلة جاءت إثر الاحتلال ووصلت الى الحضيض في سلالم ودرجات الهبوط  المعيارية على كافة المستويات الحياتية أن تقدم على أعمال وممارسات  وصياغة وإقرار قوانين فاشية اضافية في عصر التعددية واحترام الرأي الآخر وحقوق الانسان لكي تفاقم أزمتها وفشلها وتمعن في تمزيق النسيج الاجتماعي العراقي وتبقي للشعب ( الحشد الطائفي الذي سيتحول قريباً إلى الحرس الثوري بقيادة قاسم سليماني ) ، وبعض الخزعبلات والترّهات الآتية من إيران الولي الفقية وزمرة الملالي المتدروشة.

هذه الممارسات الثأرية التي تقدم عليها الطغمة الباغية والعميلة تعبر تعبيراً واضحاً عن فشل ما أطلق عليه العملية السياسية التي هي الوجه الآخر والامتداد لمشروع الاحتلال الأمريكي الخائب والاحتلال الايراني الحالي الذي اعقبه ، وتطرح في المجال السياسي العراقي بذور التمزق والتشتت والظلامية وتهيئ الأرضية المناسبة للتفتيت والتقسيم ، ولا تعطي أي مجال للمصالحة التي طرحت في بعض الأحيان كعملية احتيال ومؤامرة لتمرير مشاريع وأجندات شاذة ولا تخلق البيئة المناسبة لبناء الوطن العراقي على أسس من العقلانية والديموقراطية والاستقلال ،  ذلك أنه ترسخ في الذهن الطائفي العميل البغيض والمخيال الايراني المستأذب أن لا مجال لعراق تحت السيطرة الايرانية إلا بالقضاء على البعد العروبي القومي الذي يمثله حزب البعث العربي الاشتراكي ، وأن لا تمرير للمؤامرة الاستعمارية – الصهيونية – الايرانية الكبرى على العراق إلا بإخماد الصوت الهادر الذي يطلقه البعث في كافة جنبات الوطن ويتردد صداه في عقل وقلب الأمة العربية.

هل ينجح مثل هذا التطلع الفاشي المناهض لعقل العراق وروحه العروبي في تحقيق مآربه وغاياته ؟ أم أنه سيضاف إلى سورة الأحلام المتهاوية المتعددة التي حلم بها بوش عندما غزا العراق  ، والأحلام المتجددة الخائبة التي يحلم بها الملالي في ايران في المرحلة الراهنة ؟

الجواب تردد قبل فترة في كافة أنحاء العراق عندما خرجت المظاهرات الجماهيرية  في كل مدن العراق ثورة على حكومة الاحتلال وتوجهاتها الطائفية  وكان لحزب البعث دور رئيس في توجيه أهدافها وبوصلتها  لتقول بالفم الملآن بلاءات كبيرة ضد الاستعمار والاحتلال  وضد إيران التي تريد أن تأخذ مكان أمريكا في العراق وضد المشروع الطائفي الظلامي الذي تشرف عليه وتقوده ايران في العراق وفي البلاد العربية الأخرى .

إذن الشعب العراقي ( بعد تهافت وتآكل الاجتثاث والمسائلة والعدالة والحظر الأخير ) يريد العروبة ولا يريد الطائفية ، يريد المرجعية القومية التي على أساسها ومن وحي معانيها واجه العدوان الايراني موحدا بكل طوائفه ومشاربه عام 1980    ولا يريد المرجعيات الطائفية المرتبطة بايران التي حرمت طائفة من الشعب العراقي من مقاومة الاحتلال وباركت عملية سياسية تلفيقية تعرف مكنونها وغاياتها ومن اطلقها. ويرفض الشعب العراقي  النفاق السياسي والترهات الايرانية ، ويريد البعث والقوى الوطنية المؤتلفة معه في مقاومة الاحتلال القديم والحالي الايراني ومشروعه الوطني ولا يريد التوليفات السياسية التي تزيد في تبعيته  وانسحاقه واستتباعه ، يريد مصالحة وطنية حقيقية تعيد اللحمة والانسجام للشعب  وفولذة قوامه الوطني ونسيجه الاجتماعي ، ولا يريد عملية سياسية مفبركة وملغمة من صنع الاحتلال قامت على المحاصصة الطائفية والتفتيت ويتبارى  زعمائها في إتهام بعضهم البعض باللصوصية والفساد والعمالة للخارج .

لكل ما تقدم نقول أنه سيكون من مستحيلات الطغمة العميلة حظر حزب قومي عريق مثل البعث الذي نبت نبتاً أصيلاً في تراب العراق وفي ظلال نخيله ، وترسخ في عقله ووجدانه على مدار السنين وقاد مسيرته نحو التقدم والنهضة ، والأصعب من ذلك القضاء على رسالة نهضوية حملها البعث منذ ما يقرب من القرن وأصبحت مكوناً أساسياً للروح الوطنية والقومية ولكل التطلعات والأشواق التحررية والاستقلالية في العراق وفي الوطن العربي .

 

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. البعث لفظ انفاسه في العراق وفي طريق للفظها في سوريا,هل تتكرم ببيان انجازات البعث غير الفشل في كل امر واعتماده على المهرجانات والخطب النارية ووضع الكلمة مكان الفعل؟بالانتظار

  2. الى السيد مراقب اقول وبأختصار شديد ……أسأل أمك وابوك واسأل في عائلتك …… وأسأل شعبنا العربي في فلسطين …….واسال رجل الشارع في اي مكان على امتداد الوطن العربي ….وراجع تفارير اليونسكو ومنظمات الامم المتحدة حول التعليم والتنمية ……واسال شركات النفط ………….وأسال حتى الاعداء بما فيهم علاوي او حتى الاخوانجية ..وحتى بعض المنصفين الامريكيين او الفرنسيين او اليهود…..فمنهم من سيجيبك …. ويثبت لك , تبا لك ….انك ………ثور الله في برسيمه ……,انك مسكين وجهلك يثير الشفقة اكثر من اي شئ آحر

زر الذهاب إلى الأعلى