اردوغان يلغي اتاتورك و”يؤخون” الجيش التركي  

واصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطته القاضية بتقليم أظافر الجيش الذي بات يراه تهديدا يوميا لطموحه الرامي إلى غلق الطريق امام أية تحركات قد تهدد خطوة دستورية تهدف إلى اخونة الجيش وتدعيم أركان الحكم.

ولا تقتصر خطة أردوغان على اجتثاث المخالفين له من قيادة المؤسسة العسكرية وحسب، بل يمتد طموحه إلى تقليص أي قدرات تسمح للجيش بالمشاركة في الحياة العامة، وزرع قادة وضباط موالين للاخوان المسلمين, ومتحررين من التراث العسكري الاتاتوركي.

وقد تجلت أولى خطوات اردوغان لإخضاع الجيش لرؤيته في تغليب الطابع الحزبي، المتمثل في حزب العدالة والتنمية، على الطابع العسكري في مجلس الشورى العسكري الأعلى الجديد الذي بات يضم رئيس الوزراء التركي ونوابه ووزراء العدل والخارجية والداخلية والدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة وقادة القوات العسكرية.

كما أعلن أردوغان أنه يريد وضع أجهزة الاستخبارات ورئاسة أركان الجيش تحت سلطته المباشرة.

ويقول منتقدون علمانيون لسياسة الرئيس التركي إنها سياق حكومي لإحكام قبضة الإسلاميين المتشددين على أركان المجتمع التركي.

ويقول المحلل التركي سليم خان سازاك: “كما هو معروف فقد قال أردوغان نفسه في وقت سابق: الديمقراطية هي القطار الذي تستقله حتى تصل إلى وجهتك، ثم تغادره”.

وأضاف قائلا : “العلمانيون يعتقدون أن الإسلاميين الآن في مرحلة السفر بالقطار إلى وجهتهم النهائية”.

ومن جانبه قال باتريك كوكبيرن، المحلل البريطاني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط: “كان ينظر دائما للجيش التركي في الداخل والخارج على أنه ضامن للاستقرار، لكن محاولة الانقلاب الفاشلة جعلت الروح المعنوية لضباطه تتحطم ببطء، بشكل يصعب معه استعادتها”.

وكانت الجريدة الرسمية التركية قد نشرت امس الأحد، قرارا بحكم القانون، يقضي بإغلاق الأكاديميات الحربية والثانويات العسكرية ومدارس إعداد صف الضباط، في البلاد، واستبدالها بجامعة وطنية.

ويقول محللون عسكريون إن استبدال قرابة نصف جنرالات وأميرالات الجيش، الذين طردوا أو استقالوا مؤخرا، يتم من بين العقداء الذين يضمن حزب العدالة والتنمية ولاءهم تماما.

وعبروا عن مخاوفهم من أن يؤدي إنشاء جامعة وطنية عسكرية إلى “تنشئة جيل جديد من العسكريين الإسلاميين لأول مرة في تركيا الحديثة”. وإذا ما حدث ذلك فسيعني أن أردوغان استغل الانقلاب الفاشل لتحقيق مكاسب يستأثر بها حزب العدالة والتنمية على حساب باقي الأحزاب والهيئات التركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى