التطبيع مع الارهاب الصهيوني
بقلم : فـؤاد دبور
اعتمدت الحركة الصهيونية ومنذ نشأتها ؛ الارهاب والابادة الجماعية والاستيلاء بالقوة العسكرية على اراضي الغير وممتلكاتهم اسلوبا ، لتحقيق اهدافها في اقامة كيانها الغاصب، حيث يشكل تاريخ هذه الحركة وكيانها الذي اقامته في الخامس عشر من ايار عام 1948م ، سلسلة من المجازر الدموية والمذابح والاغتيالات والاسر والترحيل والحروب العدوانية على الشعب العربي الفلسطيني وعلى الشعب العربي في لبنان وسورية ومصر والاردن ، دليلا واضحا على استهداف امتنا العربية في ارضها ومواطنيها ومقدساتها وثرواتها ، مثلما يشكل ايضا اقامة المستعمرات الاستيطانية في الارض العربية المحتلة في فلسطين والجولان العربي السوري، دليلا اخر على الطبيعة الارهابية لهذا الكيان العنصري الغاصب.
لقد استخدمت الحركة الصهيونية وكيانها كل انواع الاسلحة والذخائر المحرمة دوليا لإبادة الانسان العربي بعامة والفلسطيني بخاصة، حيث تهدف من وراء ابادته وترحيله وتشرده والعدوان على مقدساته الى اقامة “دولة اليهود” في وطنه فلسطين. وها هي العصابات الصهيونية الارهابية الحاكمة تستمر في ارهاب “الدولة” وتتبع سياسة الحروب العدوانية على قطاع غزة والضفة الغربية وشعبنا في الارض المحتلة 1948م ولبنان وسورية. متخذة من العنصرية والارهاب والابادة الجماعية سياسة رسمية ومعلنة للعالم اجمع، مثلما تقوم القيادات الصهيونية الحاكمة بدعم العصابات الارهابية التي تقتل وتدمر وتخرب وترتكب ابشع المجازر الدموية في سورية والعراق ولبنان ومصر وليبيا، ما يجسد اقذر انواع الارهاب ومخاطر اساسية تهدد الامن القومي العربي في اقطار الوطن ، بما فيها تلك الانظمة التي تقيم علاقات تطبيعية مع الكيان الصهيوني.
وبالطبع فهي مدعومة في كل ممارساتها واعمالها الارهابية من الدول الاستعمارية الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية التي تدعم هؤلاء القادة وكيانهم الغاصب بالسلاح الحديث الفتاك المتطور مثلما تمدهم بالمال اللازم لتطوير اقتصادهم واستيعابهم لليهود المستوردين من الخارج، كما تحمي اجرامهم سياسيا وبخاصة في الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي حيث حق الاعتراض “الفيتو” الامريكي يستخدم ضد كل قرار يدين ارهاب الصهاينة وخروجهم على القوانين الدولية. اي ان الادارات الامريكية المتعاقبة تشكل الحامي الاساسي للكيان الارهابي الاحلالي الاستيطاني وكل ممارساته الدموية ضد الشعب العربي الفلسطيني والامة العربية.
هذا الارهاب الذي انما يقتل ويدمر وينشر الخراب في فلسطين واقطار عربية اخرى يأتي في مقدمتها لبنان وسورية فالإرهاب ملازم لطبيعة الصهاينة والكيان الصهيوني المعادي للامة العربية. ورغم ممارسات هذا الكيان وتاريخ قادته الدموي الاجرامي نشاهد عربا انظمة وافراداً ، يذهبون الى هذا الكيان ويتعاملون معه اقتصاديا وتجاريا وثقافيا وسياسيا متجاوزين ارهابهم واحتلالهم للأرض، ولا نقول متجاهلين، لانهم يعرفون تماما حقيقة وطبيعة الحركة الصهيونية وكيانها الاجرامي المعادي للامة.
ونتساءل، لماذا يقوم هؤلاء بالذهاب الى فلسطين العربية المحتلة ويلتقون مع الصهاينة سواء اكان هؤلاء الصهاينة في الحكم ام اصحاب رؤوس اموال؟!! الا يشكل هذا دعما لهؤلاء الاعداء الذين يستهدفون الامة في ارضها وثرواتها ومقدساتها واستقلالها؟ هل، هم فعلا بحاجة الى تذكيرهم بالعمليات الارهابية والحروب والاعتداء التي اوقعت، ولا تزال، افدح الخسائر في الارواح والمؤسسات في العديد من اقطار الوطن العربي؟ كما نسأل الانظمة والافراد الذين يطبعون مع الكيان الصهيوني، الم تشاهدوا ما يقوم به هذا العدو في القدس حيث استهداف المسجد الاقصى المبارك والمقدسات الاخرى واقدامه على طرد العرب والاستيلاء على ارضهم واقامة المستعمرات الاستيطانية فوقها تمهيدا لتهويد المقدسات والارض واقامة “دولة اليهود” الخالصة التي سوف تهدد امن الامة العربية؟ الم تشاهدوا قتل الشباب والاطفال وهدم المنازل في عديد المدن والقرى الفلسطينية؟ ثم الم تشاهدوا الحصار الظالم الذي تفرضه حكومة الصهاينة على قطاع غزة؟
وسؤال اخر، ولكن ليس، الاخير، فلدينا الكثير مما نقوله، الا يعتبر تطبيعكم وزيارتكم للكيان الصهيوني سكوتا على ما يقوم به ويمارسه من عمليات قتل وارهاب في فلسطين وسورية ولبنان، وحتى مصر لم تسلم من العدو الصهيوني رغم اتفاقية كامب ديفيد، حيث يذهب نتنياهو الى دول منابع نهر النيل للتحريض على اعادة النظر في اتفاقية توزيع المياه بهدف حرمان شعب مصر من المياه او على الاقل الحرمان من كميات من هذه المياه، التي تغير شريان الحياة للشعب العربي في مصر ولا نقول دعم لهذا الكيان؟
كفى ايها المطبعون الايغال في التطبيع مع الارهاب الصهيوني وعودوا الى امتكم لحماية امنها المهدد من هذا العدو الصهيوني الارهابي الدموي الغادر.