انتصار المقاومة في حرب تموز 2006

عشرة أعوام مرت على لبنان والأمة بعد عدوان تموز الإرهابي الصهيوامريكي الذي استهدف تصفية المقاومة الشعبية اللبنانية المسلحة بقيادة حزب الله  وما زالت الحرب مستمرة بالرغم من وقف العمليات العسكرية التي فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية والأمنية العدوانية .

كما ترافقت هذه المناسبة مع الذكرى الاولى لصمود وانتصار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على العدوان الصهيوني الذي فشل في تحقيق اهدافه في فلسطين كما فشل في لبنان .

لقد أثبتت المقاومة في لبنان وفلسطين بالدليل القاطع ان هزيمة الجيش الصهيوني ممكنة إذا امتلك العرب القيادة والتنظيم والإدارة والإرادة كما امتلكتها المقاومة التي استطاعت بحكمة وحنكة قيادتها إدارة الصراع مع العدو بقدرة واقتدار حققت انتصارا عسكرياً واضحاً ولا لبس به من عدوان تموز على لبنان عام 2006 الى عدوان تموز على قطاع غزة المحاصر عام 2014 باعتراف القيادات العسكرية والسياسية والأمنية الصهيونية .

واستطاعت المقاومة  بمفاعيل وتفاعلات هذه الانتصارات من الإطاحة بالعديد من رؤوس المؤسسات العسكرية والامنية الصهيونية التي انفجعت بقوة المقاومة كما انفجعت معظم الأنظمة العربية المتصهينة التي راهنت على العدوان الصهيوني وتوهمت ان هذه الحروب ستقطع رأس المقاومة خلال ساعات  وينتهي هذا الكابوس المقاوم لتنفلت من عقالها لفرض التسوية المزعومة في المنطقة بالشروط الصهيوامريكية المذلة وترجمة الحلم الصهيوامريكي الى واقع ملموس لفرض ما يسمى  النظام الشرق أوسطي الجديد .

وبالرغم من انتصار المقاومة اللبنانية  في حرب تموز الذي أسس لصمود وانتصار المقاومة في فلسطين بعد الحروب العدوانية الاثمة والمتكررة على قطاع غزة المحاصر مازالت معظم الأنظمة العربية تراهن على المشاريع والمخططات الصهيوامريكية وتحرض على المقاومة وقوى الصمود والممانعة الداعمة لها وفي مقدمتها سورية والجمهورية الاسلامية الايرانية .

وفي كل الاحوال لقد أدرك محور المقاومة بكل مكوناته المشاريع والمخططات الصهيوامريكية وتعامل معها بواقعية وحزم وخطط  للدفاع عن سورية منذ اللحظة الاولى للعدوان الكوني عليها قبل نيف وخمس سنوات مضت على العدوان  لأن مواجهة العدوان في سورية يعني مقاومة أهدافه الصهيوامريكية على امتداد الوطن العربي والاسلامي والعالمي انطلاقا من حجم العدوان وتشعباته وفقا لمصطلحات العدوان ورمزية اهدافه وجوهر مخططاته الجهنمية .

لذلك فقد مثلت استراتيجية المقاومة منذ اللحظة الاولى للعدوان الكوني على سورية الجدار الواقي لمنع العدوان العالمي من تحقيق أي هدف من أهدافه الاستراتيجية التي اعتمدت سياسة تعميم ثقافة الفتنة المذهبية والطائفية التي تحطمت على صخرة صمود الشعب العربي السوري ومؤسسته العسكرية الباسلة وقيادته بقيادة الرئيس الرمز بشار الاسد .

وبالرغم من وضع اساطين الارهاب الصهيوامريكي وعملائهم الصغار وعصاباتهم الوهابية التكفيرية الجداول الزمنية لإعلان انتصارها التي كانت تتطلع لتحقيقه بعد إسقاط سورية بقيادة الرئيس بشار الاسد الذي ارق وسائل إعلامهم وابواقهم ودعايتهم التحريضية العنصرية التي تعمدت اختصار المواجهة بشخص الرئيس بشار الاسد الذي تحول الى  زعيم عربي إسلامي وتحرري عالمي وعنوان للصراع بين مشروعين مشروع عربي نهضوي اسلامي تحرري عالمي مقاوم ومشروع صهيوامريكي عنصري وهابي تكفيري تصفوي يستهدف فرض ما يسمى النظام الشرق اوسطي متصهين كبير او جديد في المنطقة لا فرق .

وفي الحقيقة لا بد للمراقب للأحداث المتسارعة في المنطقة ان يعترف بأن الصمود الاسطوري للشعب والجيش العربي السوري بقيادة الرئيس بشار الاسد استولد من رحم الازمة السورية نظاما عالمياً مقاوماً جديداً متعدد الاقطاب بعدما انهزمت المشاريع والمخططات الصهيوامريكية في المنطقة  مما فرض على الادارة الامريكية وشركائها من الانظمة الاستعمارية الاوروبية الاعتراف بالجمهورية الاسلامية الايرانية كقوة اقليمية بعد توقيع الاتفاق حول الملف النووي الايراني والمصادقة عليه من قبل مجلس الامن الدولي مما فرض ايران كقوة اقليمية عظمى ولاعب اساسي في حل ازمات المنطقة وفي مقدمتها الازمة السورية واليمنية الى جانب روسيا الاتحادية التي اصبحت القطب العالمي الجديد من البوابة السورية بعدما تحركت سياسيا وعسكريا لدعم ومساندة سورية عسكريا وسياسيا لتنتقل من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم وتستعيد الاف الكيلو مترات من العصابات الوهابية التكفيرية التي كانت تسيطر عليها وها هو اليوم الجيش العربي السوري وحلفائه بعد الانتصارات على امتداد الاراضي السورية من حلب الى اللاذقية وحمص وتدمر وحماة والرقة ودير الزور والحسكة وريف دمشق في القلمون والغوطة والقنيطرة ودرعا وغيرها يخوضون الربع ساعة الاخيرة من المعركة لإعلان النصر الكبير على الارهاب والارهابين واسيادهم ومموليهم ومسليحيهم من انظمة الردة المتصهينة في تركيا والسعودية وقطر وغيرها وخاصة بعدما حاول النظام التركي الدخول على خط التسخين بحجة مواجه عصابات داعش لكن الهدف من هذا التحرك المشبوه مكشوف وخبيث يستهدف  إقامة منطقة امنة على الحدود السورية لغاية في نفس اردغان لكنه فشل كما فشل مجرمي الحرب الصهاينة مجرمي الحرب الصهاينة استنساخها على جبهة الجولان بعد العدوان على الجيش العربي السوري لدعم ومساندة العصابات الوهابية التكفيرية وتخفيف الضغط عنها وخلط الاوراق من جديد في الساحة السورية بعد هزائم المذلة تحت ضربات الجيش العربي السوري وحلفائه التي اسقطتهم في شر إجرامهم وعدوانهم اجلاً ام عاجلاً وخاصة بعد سيطرة الجيش العربي السوري على مزارع الملاح شمالي حلب والسيطرة على طريق الكستلو وقطع طريق الامدادات الاخير عليهم من تركيا مما افقدهم توازنهم وتوازن مشغليهم الذين اصدر الاوامر اليهم بتوجيه صواريخ الحقد الى المدنيين الابرياء في احياء حلب .

لذلك ليس غريبا ولا مستغربا على النظام التركي والنظام السعودي والنظام القطري وشركائهم الامريكان تخريب المبادرات الدولية والاقليمية لإفشال الحوار السوري السوري لحل الازمة بطريقة سلمية وفي مقدمتها المبادرة الروسية والايرانية والتفاهمات الدولية في المنطقة .

وبالرغم من هذه المحاولات التخريبية تبقى معادلة محور المقاومة بقوتها وقدراتها هي الاساس بعدما  تحولت الى واقع ملموس  بعد الهزائم المتلاحقة بالمشاريع والمخططات الصهيوامريكية في المنطقة من سورية الى العراق واليمن وليبيا .

لكن الحرب مازالت مستمرة وبأشكال وأساليب إرهابية صهيونية عنصرية وهابية أخرى وفي مقدمتها إيقاظ الفتنة الطائفية والمذهبية في البلدان المستهدفة  لكن قوى محور المقاومة أثبتت وجودها كقوة اساسية  منظمة في معادلة الصراع العربي الصهيوني لا يمكن تجاوزها ولا تجاهلها من قبل العدو قبل الصديق والشقيق بعدما فرضت المقاومة نظرية الرعب في مواجهة نظرية الردع الصهيوني وأصبحت تشكل صمام الأمان  في مواجهة أي تهديدات أو أطماع عدوانية صهيونية بعدما هددت صواريخها العمق الصهيوني بشكل جدي من لبنان الى فلسطين المحتلة .

وخاصة بعدما اعتراف العدو الصهيوني بقدرة المقاومة الرادعة  بعد عدوان تموز الإرهابي عام 2006 بعد امتلاكها ترسانة من الصواريخ العابرة للعمق الصهيوني والتي قد تهدد أهم المواقع الحيوية والاستراتيجية سواء في البر والبحر بالإضافة لامتلاك بعض الأسلحة المضادة للطائرات كما قالت بعض مصادر العدو وهذا يعني ان المقاومة ستكون سيدة الموقف في لبنان وتستعيد السيادة بكل معنى الكلمة على الأرض والبحر والجو اللبناني

وقد راكمت هذه الإنجازات والمكاسب السياسية والعسكرية للمقاومة في لبنان وفلسطين تقدما ملحوظا لخيار المقاومة والصمود مما فرض على  الشارع الصهيوني حالة من الرعب والقلق والخوف بعد الهزائم الصهيونية المتلاحقة تحت ضربات المقاومة .

لذلك مازالت سلطات الاحتلال الصهيوني وقطعانها المستوردة أسيرة معادلة نتائج حرب تموز وتسعى جاهدة لإعادة تأهيل جيش الاحتلال الصهيوني المهزوم نفسيا ومعنويا من خلال سلسلة المناورات المتحولة بمشاركة تجمع قطعان المستوطنين في الأراضي العربية المحتلة ومؤسساته العامة والخاصة لاختبار جاهزيتها بعدما تعمدت الأوساط الصهيونية من النخب الرسمية والشعبية الربط الجدلي بين هذه المناورات الكبرى وتدريباتها المتحولة بين الحرب الصاروخية القادمة التي أصبحت تهيمن على عقولهم وشعورهم ومفاهيمهم وقناعاتهم اليومية التي تؤرقهم بقوة بعدما استعادت ذاكرتهم هروب أكثر من ثلاثمائة ألف صهيوني من مستعمرات شمال فلسطين المحتلة من صواريخ المقاومة المتواضعة للداخل فكيف اليوم اذا ما فتحت بوابة الحرب وسقطت عشر ت الآلاف من الصواريخ بشكل يومي على  العمق الاستراتيجي  الصهيوني الذي سيكون مسرح العمليات العسكرية للمقاومة لفترة زمنية قد تتجاوز الشهر التي قد تشكل الخطر  الكارثي على قطعان المستوطنين .

وهذا يعني أن الحرب المقبلة حتما ستكون نتائجها لمصلحة المقاومة وقوى الصمود والممانعة التي ستخوض الحرب بأساليب وتكتيكات تختلف عن حرب تموز وتفاجأ جيش الاحتلال بقدرات وإمكانيات لم تكن في حسبانهم وستشكل بداية النهاية للكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة بعد أن أصبحت المقاومة اليوم وشركائها من قوى الصمود والممانعة الرقم الصعب في المنطقة والعالم والتي لا تقبل القسمة إلا على  استعادة كامل حقوقنا المغتصبة من فلسطين كل فلسطين إلى الجولان العربي السور ي وكل ذرة مازالت مغتصبة في جنوب لبنان إلى العراق المقاوم العظيم .

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى