الاسد صمد حتى انتصر فيما انهزم تحالف الاعداء
ابتلع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غروره, وانقلب على مواقفه السابقة, واعلن على رؤوس الاشهاد انه يعمل على تجاوز الأزمات التي سببتها القضية السورية والإرهاب والتوترات المصطنعة وإعادة إصلاح العلاقات المنقطعة.
فقد افادت صحيفة “زمان عربي” التركية يوم الخميس الماضي ان مسلسل التراجعات والتحولات الصادمة في سياسة تركيا الخارجية لم ينته بعد, ولن يتوقف في محطتي روسيا واسرائيل فقط, ونقلت عن اردوغان قوله في رسالة موجهة للشعب التركي بمناسبة عيد الفطر المبارك: “إن تركيا تعمل على إصلاح العلاقات مع النظام السوري”، بعدما كان يصف الرئيس السوري بـ “القاتل”.
وأضاف يقول: “نحن حاليا نطور علاقاتنا مع إسرائيل وروسيا, كما أن الخطوات الإيجابية المتبادلة خلال الأسابيع الأخيرة تعطي أملا بشأن المستقبل”.
واكد ان العمل مستمر “على تجاوز الأزمات التي سببتها القضية السورية والإرهاب والتوترات المصطنعة, حيث نسعى لإصلاح العلاقات المنقطعة, ونحاول إزاحة العقبات التي اعترضت طريقنا الواحدة تلو الأخرى”.
وعلى هذا الصعيد, في ما بدا امتدادا لتقارب انقرة مع موسكو, كشف مصادر في وزارة الخارجية التركية لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية أمس الجمعة عن توجه تركي للقبول ببقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد لفترة انتقالية قصيرة.
وأكدت المصادر أن أنقرة سوف تقبل ببقاء الرئيس السوري لمرحلة انتقالية قصيرة قد لا تتجاوز الستة أشهر من خلال توافق مع القوى الدولية وفي مقدمتها روسيا والولايات المتحدة.
واعتبرت المصادر أن عودة تركيا لتقييم سياساتها تجاه سوريا وبقاء الرئيس الاسد, ترجع في المقام الأول إلى التهديدات الكردية بالإضافة إلى تضرر مصالح تركيا خلال السنوات الخمس الماضية بسبب التشدد في التعامل مع قضية وجود الرئيس الأسد.
ولم تخف المصادر انزعاج تركيا من استمرار الدعم الأميركي والروسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وذراعه العسكرية، وحدات حماية الشعب الكردية، وترى أن استمرار الرئيس الأسد قد يكون ضمانا لعدم تهديد الدولة التركية بقيام دولة كردية على حدودها مع سوريا لها امتداد داخل تركيا تتمثل في منظمة حزب العمال الكردستاني التي تسعى للانفصال في جنوب شرقي تركيا في إطار السعي لإقامة دولة كردستان الكبرى على أراض في العراق وسوريا وتركيا وإيران.
وكان اردوغان الذي غير مواقفه وانقلب على نفسه مؤخرا, قد اصر في اوقات سابقة على رحيل بشار الأسد باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في سوريا (نعيما).
ولان الشيء بالشيء يذكر, فقد كشفت إحدى رسائل وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون عن أن واشنطن دعمت الحرب على سورية من أجل ضمان أمن إسرائيل.
ولا تزال قضية الخادم الخاص لرسائل كلينتون الالكترونية، والذي استخدم لغايات مهنية، حين كانت كلينتون وزيرة للخارجية بين 2009 و2013 ترخي بثقلها على حملة هذه المرشحة الديمقراطية لانتخابات الثامن من تشرين الثاني. ويواظب خصومها على استغلال هذا الملف لشن حملات عليها.
وتم كشف أمر الخادم الخاص خلال تحقيق كانت تجريه لجنة في الكونغرس الأميركي حول الهجوم الجهادي الذي استهدف البعثة الدبلوماسية الأميركية في بنغازي، وأسفر عن مقتل السفير كريس ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين، في 11 أيلول 2012.
وفي إحدى رسائل كلينتون، التي نشرها موقع «ويكيليكس»، جاء أن إدارة أوباما قد دفعت، عن سابق تصميم، باتجاه نشوب الحرب في سورية. وبينت الرسالة أن السياسة الأميركية كانت تهدف، منذ بداية الأزمة السورية، إلى إسقاط نظام الاسد عن طريق العنف، لأن هذا المسعى ينسجم مع المصالح الإسرائيلية.
وكتبت كلينتون في الرسالة أيضًا، أن «هذا الحل (إسقاط النظام عن طريق العنف) هو أفضل شيء لتدمير عائلة الرئيس بشار الأسد»، مشددةً على أن «أفضل طريقة لمساعدة إسرائيل»، هي استخدام القوة في سورية للإطاحة بنظامها.