السعودية تتجاهل طلبين اردنيين بتفعيل مجلس التنسيق المشترك

علمت ”المجد” ان الجانب السعودي لم يستجب بعد لطلبين تقدم بهما الجانب الاردني مؤخراً، لتفعيل مجلس التنسيق الاردني- السعودي الذي تم انشاؤه في الرياض اوائل الشهر الماضي، وشهد مراسيم توقيعه العاهلان الاردني والسعودي.
وقال مصدر مطلع بالغ الاطلاع ”للمجد” ان السلطات الاردنية التي فرغت من اصدار قانون صندوق الاستثمار الهادف اولاً واساساً الى جذب الاستثمارات السعودية، قد ابلغت السلطات السعودية مرتين برغبتها في عقد لقاءات ثنائية في اقرب وقت، لاخراج نصوص هذا القانون الى حيز الواقع التنفيذي، ولكن.. لا جواب ولا استجابة بعد !!!
وقد اختلف المراقبون في عمان حول اسباب هذا الصمت السعودي حتى الآن، فمنهم من رده الى ارتباك الاوضاع الراهنة لدى القيادة السعودية، ومنهم من عزاه الى فتور الرغبة السعودية في استثمار اموالها في مشاريع اردنية غير ربحية، مثل السكك الحديدية، والربط الكهربائي، وانابيب نقل النفط، وتطوير البنية التحتية في مدينة خادم الحرمين.
المواقف الخليجية السلبية من الاردن، والتي يصعب فهمها وتفسير اسبابها، لم تقتصر على هذا التجاهل السعودي، وقبله التحامل القطري.. بل امتدت مؤخراً الى مملكة البحرين التي طالما اعتمدت على الساعد الاردني القوي لصون امنها وحفظ استقرارها على مدى جملة اعوام وفي اصعب الاوقات.
فقد علمت ”المجد” ان البحرين قد توقفت عن تجديد تعاقداتها مع قوات الامن الاردنية العاملة لديها، واستغنت عن خدمات بعض فصائل قوات الدرك الموجودة هناك منذ سنوات، وتركت لها ان تعود الى الاردن.
الغريب ان يأتي هذا الموقف من قبل حكام المنامة، وسط ظروف بحرينية ملبدة بالقلق والخوف من انقلاب امني وشيك، بعد اسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى احمد قاسم، اكبر مرجعية شيعية في البحرين !!
وهو اجراء اثار استياءً عالمياً، وانتقدته بشدة صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية في مقال نشرته بعنوان ”حملة البحرين القمعية تشعل لهيب الطائفية”، مؤكدة انه يعد استفزازاً خطيراً من شأنه ان يفضي الى خروج تظاهرات احتجاجية داخل البحرين.
وقالت الصحيفة ان ”هذا القرار البحريني يشكل اشارة لنهاية سنوات من مبادرات عائلة آل خليفة لبناء مجتمع يكون فيه ابناؤه ممثلين بطريقة متساوية ويتمتعون بفرص اقتصادية اكبر.
ولفتت الصحيفة الى ان الشيخ عيسى قاسم يعد واحداً من اصل 250 مواطناً جردوا من جنسيتهم البحرينية، مشددة على ان سلسلة الاحداث الاخيرة تهدد الاستقرار في البحرين، وهذا الامر يجب ان يقلق واشنطن ولندن.
اما جون كيربي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية فقد اعلن ان الولايات المتحدة قلقة من تجريد الشيخ عيسى قاسم من جنسيته بتهمة اثارة الانقسامات، مضيفاً قوله ”نشعر بالقلق من القرار الصادر بحقه، وانه لا علم لنا بأي دليل موثوق يدعم هذا الاجراء”، مشيراً الى ان بلاده سوف تواصل متابعة هذا الموضوع عن كثب.
بدوره، عبر بان كي مون الامين العام للامم المتحدة عن قلقه من هذا الاجراء، وقال متحدث باسمه ان هذا الامر يقوض الخطوات الاصلاحية التي وعد بها ملك البحرين.
واشار المتحدث الى ان الامين العام مستاء من المضايقة التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الانسان في البحرين، ومن نزع جنسياتهم جراء ممارساتهم حقوقهم في التعبير عن الرأي والتجمع السلمي.
جدير بالذكر ان التوترات الامنية التي تشهدها البحرين، قد شكلت دافعاً قوياً للمنامة للاهتمام بالتأهيل العسكري والتدريب المتواصل لـ”قوة دفاع البحرين”، التي يبلغ عدد جنودها نحو 13 ألفاً، يتألفون من القوة الجوية الملكية البحرينية، والجيش الملكي البحريني، والبحرية الملكية البحرينية، والخدمات الطبية الملكية.
وقد استهدف الدعم الخليجي المتواصل لهذه القوات تعزيز قدراتها للدفاع عن حدود البحرين، والمحافظة على أمنها واستقلالها ضد أي تهديد خارجي، بالإضافة لمساندة الأجهزة الأمنية الأخرى في المحافظة على النظام وسيادة القانون، فضلاً عن المساهمة مع القوات المسلحة لدول مجلس التعاون الخليجي في الدفاع عن دول المجلس في إطار اتفاقية الدفاع المشترك لدول التعاون الخليجي.
وتعمل البحرين على توسيع تدريباتها العسكرية باستمرار مع دول الجوار، وتحظى مصر بتدريبات عسكرية مشتركة مع البحرين، أهمها التدريب ”حمد 1”، فيما تتمتع العلاقات البحرينية الأمريكية بشراكة ثمينة أكدها سفير واشنطن بالبحرين، وليام روباك، مشدداً على أن بلاده تحرص على توفير كل احتياجات البحرين من المعدات والتدريبات العسكرية لحفظ أمنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى