اردوغان يستعطف بوتين ويعتزم التعاون مع الاسد لمواجهة الاكراد   

 

لم يستطع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاستمرار في المكابرة والعناد. وعاد ليطلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في رسالة استعطاف، العودة بالعلاقات الثنائية إلى ما قبل إسقاط المقاتلة الروسية في نوفمبر الماضي.

ومن الواضح أن وقع العقوبات الروسية على أنقرة كان ثقيلا، وزاد في إرباك تركيا الواقعة تحت سلسلة من الأزمات الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية بسبب مزايدات رئيسها ورغبته في أن يبدو في صورة السلطان القوي الذي يثير من حوله الأزمات في الداخل والخارج.

ووجه أردوغان رسالة إلى بوتين بمناسبة العيد الوطني الروسي، في بادرة تصالحية من أنقرة، فيما تشهد العلاقات بين البلدين فتورا منذ سبعة أشهر.

وقال أردوغان في الرسالة التي وجهها إلى بوتين بحسب شبكة “أن تي في”، “آمل في أن تصل علاقاتنا إلى المستوى الذي تستحقه”.

وأكد مسؤول في الرئاسة التركية الخبر، قائلا “نؤكد أن الرئيس أردوغان وجه رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مناسبة يوم روسيا” المصادف يوم 12 حزيران الجاري.

وقد اعرب نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي، عن أمله أن تدفع هذه الرسالة إلى تطبيع العلاقات بين البلدين.

وقال قورتولموش، خلال لقائه مجموعة صحفيين في أنقرة امس الثلاثاء: “ان هذه الخطوة تشير إلى رغبة تركيا في إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي مع روسيا”.

وأعرب قورتولموش عن أمله في تحسن العلاقات بين البلدين، التي تضررت كثيرا على خلفية إسقاط أنقرة لمقاتلة روسية كانت تقصف مواقع الإرهابيين في سوريا.

من جهته بعث رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم رسالة إلى نظيره الروسي دميتري مدفيديف أعرب فيها عن أمله في أن يصل التعاون بين تركيا وروسيا في القريب العاجل إلى المستويات الضرورية بما يلبي المصالح المشتركة للشعبين.

وكان يلدريم قال، بعد أيام من توليه منصبه الشهر الماضي، إن تركيا بحاجة إلى “زيادة أصدقائها وتقليل أعدائها”، في اعتراف ضمني على ما يبدو بأن سياسات سلفه أحمد داوود أوغلو تسببت في تهميش بلده.

وتشمل سياسة يلدريم أربعة مجالات يسعى لاتخاذ خطوات جديدة فيها، وهي إسرائيل وروسيا والاتحاد الأوروبي وسوريا.

وقال مسؤول كبير من “حزب العدالة والتنمية” الحاكم، طالبا عدم نشر اسمه، لوكالة “رويترز”: “أنقرة لن تغير موقفها من الأسد بسهولة… لكني لا أؤيد بالمطلق حكما ذاتيا للأكراد.. ربما لا نحب- نحن والاسد- بعضنا البعض لكن في هذه المسألة نتبع سياسة واحدة”.

ويرى مراقبون أن عزم تركيا منع قيام منطقة حكم ذاتي للأكراد في شمال سوريا، ربما يؤدي إلى التخفيف من مطالبتها برحيل الرئيس بشار الأسد فورا.

وتخاف أنقرة من أن تعزز سيطرة “وحدات حماية الشعب” الكردية المدعومة من قبل واشنطن، على أراض في شمال سوريا من تمرد “حزب العمال الكردستاني”، الهادف للحصول على استقلال في جنوب تركيا قرب الحدود السورية.

من جهته رأى محمد يجين، المحلل في مؤسسة “يو.إس.إيه.كيه” البحثية، لوكالة “رويترز”، أن هذا لا يترك لتركيا سوى خيارات قليلة هي استئناف محادثات السلام مع “حزب العمال الكردستاني”، وهو ما تستبعده الحكومة حاليا، أو الاعتماد غير المباشر على الأسد كـ “حائط صد”.

وأضاف يجين: “الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتغير هو أن تركيا قد تكف عن الإصرار على رحيل الأسد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى