فدائيان فلسطينيان يجندلان 4 صهاينة في قلب تل ابيب
اعلنت المصادر الطبية الإسرائيلية في مشفى “ايخلوف” ان عدد الاسرائيليين القتلى قد ارتفع، اليوم الخميس، الى أربعة عقب إصابتهم بالرصاص في عملية إطلاق نار في منطقة تجارية وترفيهية شهيرة وسط تل أبيب.
وأشارت هذه المصادر إلى أن العملية أسفرت عن مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة ستة آخرين بجراح متفاوتة، حالة 4 منهم خطيرة.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان لها أن فلسطينيين في العشرينات من العمر، وهما من عائله واحدة من بلدة يطا جنوبي الخليل قد نفذا عملية إطلاق النار في تل ابيب.
وفي وقت لاحق ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية إن القوات الاسرائيلية كثفت ليلة الخميس من “إجراءاتها التعسفية” في محيط بلدة يطا, فيما قال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في هذه البلدة لـوكالة “وفا” إن القوات الإسرائيلية أغلقت مداخل البلدة وكثفت من تواجدها في محيط هذه البلدة التي يقطنها أكثر من 120 ألف نسمة، بعد الأنباء التي تحدثت عن تنفيذ عملية إطلاق نار في تل أبيب.
وأضاف منسق اللجنة يقول: “لقد داهمت قوات الاحتلال مناطق الكرمل، وخلة صالح، والبركة، وماعين شرق يطا ونشرت قواتها على المداخل وعطلت حركة تنقل المواطنين”.
وذكرت مصادر محلية ووسائل إعلام عبرية أن منفذي العملية هما الشابان محمد أحمد موسى مخامرة (21 عاما)، وخالد محمد موسى مخامرة (21 عاما) وهما أبناء عمومة, حيث نفّذا عملية إطلاق نار داخل مطعم إسرائيلي وسط تل أبيب، وقد أصاب جنود الاحتلال أحدهما بجراح, في حين تم اعتقال الآخر.
وأوضحت الشرطة أن حالة الشاب الفلسطيني المُصاب “مستقرّة”، حيث يتلقى العلاج في مستشفى “إيخلوف” في تل أبيب.
ونقل موقع القناة السابعة العبري، عن مصادر في السلطة الفلسطينية تأكيدها اختفاء شابين من الخليل منذ يومين.
ومن جانبه قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين في وقت مبكر اليوم الخميس خلال تفقده موقع الهجوم “لقد أجرينا مناقشة بشأن سلسلة الإجراءات الهجومية والدفاعية التي سننفذها للتصدي للظاهرة الخطيرة لإطلاقات النار”، مضيفا أنها بالتأكيد “تشكل تحديا لنا لكننا سنقدم ردا.”
وأشار إلى أن قوات الأمن ستتصرف بحزم وقوة لإلقاء القبض على كل من تعاون في ارتكاب الهجوم ولمنع هجمات أخرى، مؤكدا أن إسرائيل تعيش فترة غير سهلة, وأن الحكومة ستتصرف “بحزم وروية”.
من جهته شدد وزير الحرب أفيغدور ليبرمان على أن إسرائيل سترد بمنتهى الصرامة ولن تذعن للأمر الواقع، أما وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان فقال إن الشرطة ستعزز قواتها وتنتشر بكثافة في الأماكن الحساسة.
وذكرت حركة حماس في يطا على “فيسبوك” أن منفذي الهجوم هما من كوادر حماس في مدينة يطا, ومن أبناء إخوة الأسيرين طالب وخالد موسى شحادة مخامره المعتقلين داخل سجن إيشل في بئر السبع” .
من جانبه قال الناطق باسم حركة “حماس” حسام بدران،: “عملية تل أبيب البطولية” التي جرت مساء امس الأربعاء، “تعد أولى بشائر الشهر الفضيل لشعبنا ومقاومته الباسلة، وأولى المفاجآت التي تنتظر الاحتلال خلال شهر رمضان”.
وأشاد بدران في تصريح صحفي، ونشره الموقع الرسمي للحركة، بـ “بطولة منفذي العملية الجريئة”، مؤكدا أنهم “استطاعوا كسر هيبة منظومة الأمن الإسرائيلية، وضرب الاحتلال في عقر داره”.
وأشار إلى أن تمكن منفذي العملية من الوصول إلى داخل إسرائيل قادمين من الضفة الغربية، وتنفيذهم تلك العملية قرب وزارة الدفاع الإسرائيلية، يدل على فشل كافة الإجراءات الرامية إلى “وأد الانتفاضة”.
كما أشادت فصائل فلسطينية بهذه العملية، واكدت أنها تشكل كسراً لهيبة منظومة أمن الاحتلال وتحدٍّيا لوزير جيشه ليبرمان.
فقد أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن عملية “تل أبيب” النوعية تمثل مفخرة لشعبنا، ونقلة نوعية في الفعل الانتفاضي، وهي ردٌّ طبيعي على الإعدامات الميدانية التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد شعبنا.
وعدّت الجبهة أن توقيت تنفيذ العملية في قلب كيان الاحتلال، وعلى مقربة من وزارة الجيش الاسرائيلية تشكل رسالة تحدٍّ لوزير الحرب الصهيوني “ليبرمان” وتأكيدًا على أن خيار المقاومة هو الأسلوب الأنجع في انتزاع الحقوق، ورسالة رفض لكل المبادرات السياسية المشبوهة.
من جهته، اعتبر عصام أبو دقة، عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، أن العملية تأكيد على استمرار الانتفاضة وفشل كل التوقعات بإنهائها، والرهان على التنسيق الأمني والمفاوضات العبثية، موجهًا كل التحيه لأبطال الانتفاضة والمقاومة.
بدورها، باركت حركة المقاومة الشعبية وجناحها العسكري كتائب الناصر صلاح الدين، عملية “تل أبيب” قائلة إنها تأتي رداً على استمرار العدوان ضد الشعب الفلسطيني.
كما باركت حركة المجاهدين الفلسطينية هذه العملية, ووصفتها بانها نقلة نوعية للمقاومة.
وللدلالة على الخطورة التي تنظر بها سلطات الاحتلال لهذه العملية البطولية فقد اصدرت محكمة “الصلح” الاسرائيلية في تل أبيب، اليوم الخميس، أمرًا بحظرِ النشر حول تفاصيلها.
وذكرت شرطة الاحتلال في بيان لها، أنها تقدّمت بطلب من قاضي محكمة “الصلح” في تل أبيب بإصدار أمرٍ بحظر النشر حول أي تفاصيل تتعلق بالتحقيقات في عملية إطلاق النار.
وأشارت إلى أن أمر حظر النشر يشمل تفاصيل هوية المشتبه بهم في تنفيذ العملية، وذلك حتى الـ 16 من شهر حزيران الجاري.