ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية يحيي ذكرى النكبة

ما زالت الذكرى ألـ 68 لنكبة فلسطين محل اهتمام القوى السياسية المختلفة ، حيث أقام ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية مهرجاناً بالذكرى ، مبتدءا بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، ثم القاء العديد من الكلمات التي تناولت المناسبة.

وقد أكدت كلمة ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية التي ألقاها  د. عصام الخواجا نائب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، على أهمية الوقوف أمام الحدث الذي يشكل جذر الصراع والمواجهة المحتدمة في المنطقةِ وعليها، وإعادة قراءة الأحداث والمحطات الرئيسة لتجاوز مجرد التكرار والتذكير، ولتكتسب صفة النهج الضروري والشرطي، حتى لا يضيع اتجاه البوصلة ، وتحرفها صراعات مفتعلة، زرعها ورعى تأجُجَها عدوٌ عَرفَ دوماً  أسباب الهزيمة.

ونوه الخواجا بأن الولايات المتحدة هي من قامت بالحرب العدوانية على العراق وفككت الدولة العراقية وحلت الجيش وخلقت صيغة التقسيم الطائفي العرقي، وهي تسعى منذ 5 سنوات لتقويض الدولة الوطنية السورية، وسعت وتسعى لذات الهدف في مصر.

وعرض الخواجا 3 محطات رئيسة للصراع أولها ، تأسيس الحركة الصهيونية والثانية ، وعد بلفور ، والمحطة الثالثة، وضع يد الاستعمار البريطاني من خلال حكومة الانتداب على عموم أرض فلسطين بموجب اتفاقية سايكس – بيكو . والمحطة الرابعة، قرار التقسيم رقم 181 الصادر في 29  تشرين ثاني 1947، والذي شرع ولادة دولة الاحتلال بقرار أممي. والمحطة الخامسة، النكبة الفلسطينية واغتصاب ما يزيد عن 72 من أرض فلسطين التاريخية وإعلان ما يطلقون عليه “دولة اسرائيل”، وتشريد أكثرية الشعب الفلسطيني.

مستذكرا شهادة المؤرخ الفرنسي اليهودي المعادي للصهيونية ماكسيم رودنسون الذي فال “أن الأيديولوجية الصهيونية الاحتلالية (الاستعمارية) الإحلالية (الاستيطانية) هي نتيجة رئيسية للسياسات الامبريالية في السيطرة والتوسع” .. هذه الفكرة كانت قد تبلورت قبلاً على يد وزير الخارجية البريطاني اللورد بالميرستون باضافته معنىً سياسياً واقتصادياً جديداً في حينه للصهيونية، وهو خلق موطئ قدم للنخب الجديدة الرأسمالية الحاكمة في أوروبا لاستعمار العالم العربي.

هذه القوى الاستعمارية التي تقف خلف نكبة الشعب الفلسطيني هي نفسها المؤسسة والمشكلة لحلف الناتو الذي فكك الدولة الليبية وحولها إلى حاضنة لتفرخ وتنمي التطرف والارهاب التكفيري وتصدره للمحيط الإفريقي العربي وجنوبي الصحراء، وقبل ذلك فإن راس هذا الحلف، الولايات المتحدة هي من قامت بالحرب العدوانية على العراق وفككت الدولة العراقية وحلت الجيش وخلقت صيغة التقسيم الطائفي العرقي، وهكذا تسعى منذ 5 سنوات لتقويض الدولة الوطنية السورية، وسعت وتسعى لذات الهدف في مصر.

لذلك نقول أن البوصلة التي تتعامل مع كل هذه الملفات والقضايا إن لم تكن نقطة الانطلاق والانتهاء فيها فلسطين فستسقط في شباك الحلف الامبريالي الصهيوني الرجعي وستخدم أهدافه. ولا يمكن أن تكون الولايات المتحدة ولا بريطانيا ولا فرنسا هي الحريصة على الديمقراطية وحقوق الانسان والدولة المدنية في وطننا العربي ..

وشددت كلمة إئتلاف الأحزاب على أن النفوذ والمصالح الاقتصادية وفي القلب منها مصادر الطاقة وصناعتها وتسويقها هو المحرك والسبب الرئيس إلى جانب أمن واستقرار الكيان الصهيوني، هي الدافع لكل المخططات والمطامع الصهيونية في المنطقة .

وأكد الخواجا على أن “أوسلو” هي النكبة الجديدة والمستمرة وأخطر مظاهرها هو التنسيق الأمني في خدمة الاحتلال وجيشه، والعقبة السياسية أمام تطوير المقاومة والاشتباك مع الاحتلال، وللأسف يعلن أركان السلطة تمسكهم باستمرار التنسيق ونجاحهم في إجهاض مئات العمليات المقاومة، ومؤشر تصاعد الاستيطان من قبل سلطات الاحتلال، والتطبيع العربي الرسمي الذي تجاوز الاتفاقيات العلنية.

من جهته أكد عثمان عثمان أمين سر لجنة حق العودة ، على أن الشعب الفلسطيني يعيش مرحلة خطيرة تتمثل في ضعف الاهتمام إلى حد النسيان من النظام الرسمي العربي الذي وضع فلسطين في درج النسيان وأكثر من ذلك  انخراطه في مشاريع تصفية القضية الفلسطينية ولقد تجرأ النظام الرسمي العربي على هذا التوجه الخطر مستجيباً لضعوط قوى الإمبريالية والصهيونية العالمية كما ساعد الانقسام الفلسطيني وحالة التشرذم على تلك الحالة المأساوية لشعب فلسطين وقضيته، ومع كل ذلك فإن شعب فلسطين لديه مخزون كبير من التضحية والنضال والمقاومة بكل أشكالها، وها هو يوجد على أرض الجليل ملتحماً مع الضفة والقطاع ويسطر يومياً صوراً نضالية يعتز بها كل مناضل وطني شريف رغم تلك الهجمة الشرسة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني أكبر احتلال في العالم.

وأشار عثمان، إلى أننا معنييون هنا في الأردن برص الصفوف وتوحيد القوى وتحشيد الامكانات لدعم نضالات شعبنا العربي الفلسطيني، ونحن في الأردن كنا وما زلنا وسنبقى الأوفى والأقرب إلى شعب فلسطين أرضاً وشعباً وكفاحاً نضالياً مشتركاً جسدناه بدمائنا جميعاً نقاسمه المعاناة وندعم نضالاته.

ونبه عثمان عثمان إلى أن معالجة حق العودة ليس منفصلا عن باقي مكونات القضية الفلسطينية، فالمسّ بحق العودة ليس منفصلاً عن المشاريع السياسية المشبوهة للمسّ بمجمل الحقوق الوطنية الفلسطينة. فحق العودة هو لب القضية وجوهرها وصمام الأمان لصيانة باقي الحقوق الوطنية الفلسطينية.

ومعيداً إلى الأذهان أن حق العودة لا يسقط بالتقادم وهو حق جماعي كما هو حق فردي. وأن معركة الشعب الفلسطيني للعودة إلى وطنه هي جزء من معركة الأمة مع العدو الصهيوني المغتصب ومع الدول التي تحميه وتمده بعناصر البقاء. وعدم اعتراف اللجنة بأي توقيع من أية جهة أو طرف فلسطيني أو عربي أو دولي بالتنازل عن حق العودة الكامل وهو يعني بالضرورة رفض محاولات التوطين والتهجير الجديدة، ورفض كل أشكال التطبيع والدعوة لتعميم ثقافة المقاطعة.

من جهته أكد د. عصام السعدي، بلسان الشخصيات الوطنية ، ان المشروع الصهيو استعماري على الجغرافيا الفلسطينية عام 1948 قام بمساعدة النظام الرسمي العربي والتحالف استراتيجياً مع المشروع الصهيو أمريكي القديم المتجدد حتى اليوم، رغم اعتراض المشاريع القومية على هذا التحالف في خمسينيات وستينيات القرن الفائت، فقد رأت الكولونيالية الأمريكية في المشروع الصهيوني منذ العدوان الثلاثي على مشروع النهوض العربي بقيادة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، رأت فرص الاستثمار الكبيرة في هذا المشروع وضرورة حمايته وتوسيعه بما يخدم مستقبل الاستراتيجية الأمريكية في المشرق العربي، فكانت نكبة عام 1967، التي شكلت ضربة مميتة لمشروع النهضة والتحدي العربي، على المستوى الفكري والعسكري.

وـأضاف انه ما كان للمشروع الصهيو أمريكي المتحالف مع النظام الرسمي العربي  الإستمرار ، تحت مسميات  خادعة مظلِلة، كالديمقراطية وحقوق الانسان والشرق أوسط الجديد، دون تكريس حالة الاستلاب والتغريب للأجيال الجديدة، عنصر التغيير العربي، بعد نكبة عام 67 ، ما مهد لنكبات جديدة على مستوى الإقليم، فمن نكبة كامب ديفد إلى نكبة أوسلو إلى نكبة وادي عربة حيث تحوّل الأردن بموجبها من الدولة العازلة عن الكيان الصهيوني إلى الدولة الواصلة معه، إلى نكبة ما سُمي زوراً (الربيع العربي)، حيث تم استجلاب آلة التكفير والتدمير الصهيو أمريكية العربية الجديدة، وزرع دولة التوحش والتفتيت بعد أن تم هندسة زرع دولة الكيان الصهيوني عام 1948.

ودعا السعدي إلى وجوب إقامة مشروع قومي عربي مقاوم بوصلته فلسطين، يؤمن فلسطينياً وعربياً بالرجوع إلى الميثاق القومي الفلسطيني، الذي يدعو إلى تحرير الجغرافيا الفلسطينية من بحرها إلى نهرها، والعودة عن سياسة التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه بإقامة دولته الوطنية المستقلة على كامل ترابه الوطني، وعودة ملايين اللاجئين الفلسطينين إلى قراهم ومدنهم دون قيد ولا شرط فتحرير فلسطين شرط المشروع القومي التحرري الوحدوي العربي.

واكد د. السعدي أن البوصلة الفلسطيتية تستوجب تحقيق الوحدة الوطنية الكفاحية الفلسطينية والخروج من نفق الانقسامات والخيبات على مستوى المشروع الوطني الفلسطيني، العودة إلى الميثاق القومي الفلسطيني اللاصق الوحيد للتوحُّد الوطني والقومي الفلسطيني والعربي، بمواجهة مخططات الاقتلاع والتوسع الصهيوني بدعم مما يسمى بالشرعية الدولية التي أقامت الكيان الصهيوني عام .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى