ابن سلمان يمهد لتسلم ولاية العهد بدل ابن نايف

رأت صحيفة بريطانية، أن إعلان ولي ولي عهد في السعودية محمد بن سلمان، عن خطة بلاده المستقبلية لتنويع اقتصادها والتحرر من الاعتماد الكلي على النفط، هي جزء من المبادرات التي ستزيد من رصيده لجهة التمهيد لتعيينه وليا للعهد.

وذكر تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية اليوم السبت للكاتب والمحلل السياسي البريطاني آيان بلاك، “أن الخطة التي أعلنتها السعودية قد أصبحت تحتل العناوين الرئيسية في الصحف، وتقترن دائما بولي ولي العهد، محمد بن سلمان، النجم الصاعد في سياسية المملكة”.

واضاف بلاك، في تقريره الذي نقلته إلى العربية “هيئة الإذاعة البريطانية”، “أن كبار السن من السعوديين يقولون إنه يذكرهم بالملك عبد العزيز بن سعود، جده لأبيه، ومؤسس الدولة السعودية الحديثة”.

وأشار التقرير إلى أن “محمد بن سلمان، وعمره 30 عاما، يُشرف على خطة التغيير التي بدأت بتعديل حكومي، تنحى فيه وزير النفط المخضرم، علي النعيمي، عن منصبه لمدير شركة أرامكو، خالد الفالح، الذي يتولى وزارة الطاقة والصناعة والتعدين”.

ويذكر كاتب التقرير “أن السعوديين كانوا يتناقلون حتى عام 2015 عن بن سلمان أنه قاس وفاسد، ولكنه يوصف اليوم بأنه طموح ومثابر ومتفتح للنقاش”.

ويضيف بلاك: “إن بعض الناس متفائلون به لأنه يغير الأشياء، ولكن آخرين يتذكرون الخطط الكبرى التي أعلنت في الماضي بهدف الاستغناء عن النفط، وكيف ان الحكومة تخلت عنها، وهم يرون أنه عديم التجربة، وبعيد عن الواقع”.

ويعتقد كاتب المقال “أن ولي العهد على الورق هو محمد بن نايف، الذي تحبه الحكومات الغربية، ولكن الكثرين يعتقدون أن الملك سلمان سيركنه جانبا، ويضع الولاية في يد ابنه، محمد بن سلمان”.

جدير بالذكر ان ولي ولي العهد، يعتبر ثالث رجل في الدولة السعودية, وهو يصبح ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد وملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد.

وتعتبر السعودية من أول الدول التي تبنت هذا المنصب، حيث أنها بدأته في عهد الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الملك السادس للمملكة، حين أمر في 20 من آذار 2014 بتعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولياً لولي العهد.

وبعد وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود في 23 كانون الثاني 2015 تولى الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود حكم البلاد ليصبح الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ويصبح الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود ولياً للعهد.

وفي نفس اليوم عين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الأمير محمد بن نايف آل سعود ولياً لولي العهد, ولكن في 29 من شهر نيسان عام 2015 أمر الملك سلمان باعفاء الأمير مقرن من منصبه بناء على طلبه وتعيين الأمير محمد بن نايف وليًا للعهد وتعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا لولي العهد.

ومن جانبه اعتبر معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى صعود محمد بن سلمان بقوة الى صدارة القرار السياسي بأنه يرمي الى “اعادة تشكيل الحكومة بصورة جذرية .. جسدها في اصدار 51 أمرا ملكيا” دفعة واحدة “وتزيد من تهميش ولي العهد الحالي محمد بن نايف، المفضل لدى واشنطن،” مما حدى “بالاسواق المالية (العالمية) البحث في ثنايا القرارات للدلالة على اي تغيير في سياسة النفط السعودية،” لا سيما وان تعيين وزير النفط الجديد، خالد الفالح، يمكن الامير محمد بن سلمان “ان يضع استهداف ايران نصب عينيه.”

واضاف المعهد يقول : ان الامير الشاب “قد يستهدف في المستقبل القريب الامير متعب بن عبدالله .. الحليف الوثيق لمحمد بن نايف، واستيعاب “الحرس الوطني” في وزارة الدفاع” التي يترأسها.

وحذر المعهد من ان “السياسة العنيدة لمحمد بن سلمان ستؤدي لعواقب دولية كبيرة، فضلا عن انها ستقلص الى حد بعيد من نفوذ الولايات المتحدة في الرياض.”

كما اعتبر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية صعود الامير محمد بن سلمان قد حظي “بدعم وتأييد الجيل الناشيء الذي يعول عليه كأحد عناصر التغيير”, مستدركا ان النتائج الاولية تشير الى انه “لم يستطع ان يحقق اي نتائج ملموسة تضفي عليه بعض المصداقية.”

واردف ان محمد بن سلمان اتخذ قرار الحرب على اليمن والتي “تدور رحاها دون افق واطول مما تكهن بها اي شخص مسؤول, وهو ما سيؤدي بكبار العائلة المالكة الى التوجه ربما لتقويض فرص نجاحاته.”

وختم بالقول ان الخطة الاقتصادية الطموحة التي اعلن عنها محمد بن سلمان “مثيرة للاهتمام، بيد ان مهارة ادارة ابعادها السياسية ستشكل له اختبارا حقيقيا.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى