كلما داويت جرحا سال جرح
بقلم : د. زيد احمد المحيسن
موطني الاردن لكنني كلما داويت فيه جرحا سال جرح, فهذه الحكومة سجلت في تجاوزاتها سابقة لم تقم بها اية حكومة في السابق حتى في اوقات وفترة الاحكام العرفية غير المأسوف عليها.
لقد سلبت هذه الحكومة جيوبنا وسلبت عقولنا, وها هي تفرغ دستورنا من محتواه.. فالدستور هو العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم, وهو المرجع الاعلى والناظم لحياة الامة , وان اي تعديل على بنوده يجب ان يكون مدروسا بعناية فائقة من قبل لجان تتصف بالولاء المطلق لثرى الوطن, وتقدم فيه الصالح العام على الخاص, فلا تقع تحت تأثير مغنم اوموقع وظيفي , بل شعارها “الوطن اولا وثانيا وثالثا”.
وفي حال كان التعديل الدستوري جوهريا يؤثر في مستقبل الامة, فان الدول التي تحترم ذاتها, ولا اقول الدول الديمقراطية, تلجأ عادة الى اجراء استفتاء عام حول هذه التعديلات, ولا تقصر ذلك على نواب ما عادوا يمثلون او يمثلون حتى انفسهم.
لقد انتهى مفعولهم عندما رجحوا مصالحهم الخاصة على مصالح الامة والوطن, لهذا هم في عداد الحاضر الغائب, او الحي الميت, كما اصبحوا موظفين لدى الحكومة تحركهم كيف تشاء.
التعديلات الدستورية الاخيرة اذا تمت (لا سمح الله ) ستكرس دولة الاستبداد, وكذلك سينفذ الينا عملاء السفارات الاجنبية ليعيثوا الفساد السياسي والاخلاقي في بلادنا, وسنرى اشكال كوهين واشكول وليفي وزراء ومدراء واعيان ونواب في بلادنا (لا سمح الله ).
لقد انتهينا من عملاء بريطانيا منذ تأسيس هذا الكيان عام 1921 ومازلنا نتجرع المأسي والازمات من عملاء امريكا حاليا, فما بالك اذا جاؤا بعملاء اسرائيل من خلال حمل الجنسية المزدوجة مستقبلا؟
هنا تكمن الطامة الكبرى.. ومن هنا يطلع السؤال : هل عقمت الاردنيات من ان يلدن مؤهلين واكفياء لادارة وقيادة هذا الوطن ؟ ان اي قرية من قرى الوطن اذا منحت الفرصة لابنائها سيشكلون اعظم حكومة.. مجرد قرية اردنية واحدة فيها عشرات المؤهلين والمدربين لادارة الدولة على اكمل وجه. . فما بالكم اذا سمح للوطن بجغرافيته المترامية الاطراف ان يساهم ابناؤه مجتمعين في تشكيل الحكومة من مدنه وقراه واريافه وبواديه ومخيماته – لقد طفح الكيل يا حكومة !!!
اوقفوا الاستخفاف بعقولنا بعد ان سلبتم ما في جيوبنا والان تريدون ان تسلبوا بعضا من حقوقنا الدستورية – اوقفوا هذه المهازل فما عاد المواطن قادرا على الصبر, حيث اخشى ان ثورة الجياع قادمة وماثلة للعيان امامي, وبعدها لن ينفعكم لقب – دولة او معالي او سعادة – لان هذا الشعب يكون قد وصل الى خط اللاعودة ولا يوجد شىء يخاف عليه, بعد ان يُسلب حقة الدستوري في الحياة بكرامة وعزة واباء.
اللهم فاشهد, اني قد بلغت, وهذا اضعف الايمان !!