هل انتقلت فيروسات “الربيع العربي” الى الشعب الامريكي ؟

قد يكون من الغريب الحديث عن تحركاتٍ تنادي بالديمقراطية في أمريكا. لكن الدولة التي تتغنى بربيع الديمقراطية في العالم، يبدو أن هذا الربيع وصل إليها، على الرغم من محاولات التعتيم الإعلامي. فيما برزت في الأيام الأخيرة، تحركاتٌ تنادي بتغيير النهج السياسي المُعتمد، والذي يتميز بسيطرة المال على الحياة السياسية، وصولاً للتهديد بالعصيان المدني. فماذا في التحركات الأخيرة؟ وما هي خلفياتها ودلالاتها؟

فقد قامت الشرطة الأمريكية منذ يومين بإلقاء القبض على أكثر من 400 متظاهر خارج مبنى الكونغرس الأمريكي، ينتمون لما يُسمى منظمة “ربيع الديمقراطية” والتي تسعى لإنهاء ما تعتبره سيطرة المال على الحياة السياسية. وقالت المنظمة التي نظَّمت المظاهرة في بيان على موقعها على الإنترنت “إن الإحتجاج يهدف إلى مطالبة الكونغرس باتخاذ إجراء فوري لإنهاء الفساد المتمثل في هيمنة المال على حياتنا السياسية وضمان إنتخابات حرة ونزيهة”. وانتهت المظاهرة، التي اتسمت بالهدوء والنظام، بالقبض على هؤلاء الأشخاص، بسبب ما سمَّته شرطة الكونغرس الأمريكي “نشاط تظاهر غير قانوني” مثل التجمهر وعرقلة حركة المرور. ورفع المحتجون دمية على هيئة فزاعة المزرعة تحمل أكياساً من المال، ترمز إلى جماعات الضغط الممثلة للشركات مع لافتة كتب عليها تحذير “الخطوة القادمة ستكون عصياناً مدنياً واسعا”، وتعهد المنظمون بتكرار المظاهرة يومياً ولمدة أسبوع.

ولم تكن التظاهرات التي حصلت مفاجئة، لا سيما بعد أن كانت مُخططة. وهنا فلا بد من العودة لبداية السباق الإنتخابي التمهيدي، للتأكد من ذلك. فتزامناً مع التحضير للإنتخابات الرئاسية الأمريكية والمقررة في تشرين الثاني المقبل، ودخول المرشحين سباق المنافسة في الإنتخابات التمهيدية في عدة ولايات أمريكية، بدأ الحديث عن انطلاق مظاهرات حاشدة في الولايات المتحدة قد يتخللها عصيان مدني غير مسبوق. وهو الأمر الذي شغل الإعلام الأمريكي حينها.

فقد ذكرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية، في 18 آذار المنصرم، أن آلاف المتظاهرين يعتزمون تنظيم حملة سلمية حاشدة للعصيان المدني، وذلك للمطالبة بإصلاح الكونغرس الأمريكي وحماية الديمقراطية فى الولايات المتحدة. وأشارت الصحيفة حينها إلى أن الحملة ستبدأ أوائل شهر نيسان أي الشهر الحالي. وتشمل تنظيم مسيرات ضخمة فى مختلف أنحاء ولايات الساحل الشرقي الأمريكي، بهدف الدعوة إلى إصلاح المناخ السياسي في الولايات المتحدة.

وتابعت الصحيفة أن الحركة، التي تُسمي نفسها “ربيع الديمقراطية”، تُهدد بتنظيم عصيان مدني على نطاق واسع فى الوقت الذى يُحذر فيه المنظمون من أن هذه الحملة قد تسفر عن إلقاء القبض على آلاف من العناصر النشطة في الحركة. وقالت الحركة أن الأمريكيين من مختلف الأعمار والأديان والإتجاهات السياسية والطوائف سيطالبون خلال هذا الربيع وفي ذروة الإنتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية بإجراء تغيير فى واشنطن تحت شعار عصيان مدني سلمي غير مسبوق. وأضاف الصحيفة أن الحركة ستُطالب الكونغرس بالإستماع إلى صوت الشعب الأمريكي، واتخاذ إجراءات فورية للحفاظ على الديمقراطية. كما تعهدت الحركة بتنظيم مسيرات واعتصامات وأشكال أخرى من الإحتجاجات السلمية، حتى تكون الإنتخابات الرئاسية المقبلة بمثابة استفتاء حول سؤالٍ وهو، هل تعمل الديمقراطية لصالح الشعب أم لطبقة المليارديرات؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى