البيت الأبيض يحذر السعودية من زعزعة الاقتصاد العالمي

 

اكد البيت الأبيض امس الاثنين إن السعودية تعي حجم المصلحة المشتركة التي تجمعها بالولايات المتحدة في حماية النظام المالي العالمي، الذي لن يكون من مصلحة المملكة زعزعة استقراره.

جاءت تصريحات جوش إيرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، رداً على تقرير بأن الحكومة السعودية قد هددت ببيع أصول أمريكية بمئات المليارات من الدولارات إذا أقرّ الكونجرس مشروع قانون قد يحمّل المملكة المسؤولية عن أي دور في هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001.

وتعارض الإدارة الأمريكية مشروع القانون، وقال إيرنست إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي سيزور السعودية غدا الاربعاء, لن يوقع تشريعاً من هذا النوع لان الادارة الامريكية تعارض مشروع هذا القانون.

جدير بالذكر ان الادارة الامريكية مشغولة هذا الاوان بمصير28  صفحة سريّة وردت في تقرير مؤلّف من 838 صفحة قد تُدين السعودية، وتؤكّد تورّطها في هجمات الحادي عشر من أيلول، وتكشف عن تحقيقات خطيرة.

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية أنّ الصفحات ال 28 تؤكّد تورط السعودية في الهجمات، إلا أنّ الحكومة الأميركية لطالما غطت ذلك.

ونقلت الصحيفة عن عملاء شاركوا في التحقيقات أنهم كشفوا خيوطًا سعودية, إلا أنّ تتبع المتورّطين توقّف بسبب “الحصانة الديبلوماسية”.

من جهتها، قالت بعض المصادر للصحيفة “إنّ تفاصيل الأدلة الدامغة التي جمعتها وكالة الإستخبارات الأميركية  ومكتب التحقيقات الفدرالي قد كشفت أنّ مسؤولين سعوديين أرسلوا مساعدات لمدة عامين على الأقل إلى أحد خاطفي الطائرة الذين كانوا مستقرين في سان دييغو”.

وقد تسربت بعض المعلومات من قسم تنقيح التقرير، بما في ذلك سلسلة مكالمات هاتفية من مرحلة ما قبل 11/9 بين أحد مدربي الخاطفين في سان دييغو والسفارة السعودية، وتبيّن نقل 130 ألف دولار من حساب عائلة الأمير بندر بن سلطان، السفير السعودي آنذاك، إلى آخر يخص الخاطفين.

أحد المحققين الذي عمل مع لجنة مكافحة الإرهاب في واشنطن قال: “بدلاً من إستجواب الأمير بندر، قدمت له الحكومة الأميركية الحماية، كما كلّفت الخارجية الأميركية قوى أمنية بحماية بندر ليس في السفارة فقط بل في ماكلين أيضًا حيث كان يسكن الأمير بندر”، ولفت أحد المصادر إلى أنّ مكتب التحقيقات طلب السجن لعدد من موظفي السفارة، لكن بعد إعتراضها، تمّ إلغاء تأشيرات السفر الديبلوماسية لهم كحلّ وسط.

من جهته، قال جون غواندولو العميل السابق في “FBI” والذي شارك في التحقيقات عن هجمات أيلول “كان يجب أن يكون بندر أحد المشتبه بهم الأساسيين في الهجمات”. ولفت إلى أنّ “السفير السعودي موّل اثنين من الخاطفين عن طريق طرف ثالث، وكان يجب أن يُعامَل كإرهابي مشتبه به، كذلك الأمر مع سعوديين آخرين تدرك الحكومة الأميركية تمويلهم للجهاد العالمي”.

وتابعت الصحيفة “لكن لقاء بندر مع الرئيس جورج بوش يوم 13 أيلول في البيت الأبيض، قد أدّى إلى إجلاء FBI لعدد من السعوديين من مدن مختلفة بمن فيه أحد أفراد عائلة بن لادن، وبدلاً من التحقيق مع السعوديين، قام عناصر المكتب الفدرالي بحمايتهم وكانوا أشبه بمرافقين لهم، بالرغم من أنه كان من المعروف أنّ 15 من بين 19 متورطًا هم سعوديون”.

وقال رئيس مقاطعة فيرفاكس في فيرجينيا روجيه كيلي وهو مدير مركز الإستخبارات الوطني: “إنّ مكتب FBI يغطي آذانه عند ذكر السعوديين”. كما تمّ غض النظر عن أنور العولقي، وهو المرشد الروحي للخاطفين.

من جهتها، قالت شبكة “NBC” إنّ أوباما يترك البلاد اليوم الثلاثاء لزيارة السعودية، فيما تضجّ مسألة تورّط المملكة، لافتةً إلى أنّه من المستبعد الكشف عن تفاصيل الـ28 صفحة قبل إتمام سيد البيت الأبيض لزيارته.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى