رحيل الفنان المصري سيد زيان
شيعت جنازة الفنان الكوميدى المصري سيد زيان، من مسجد الحصرى بالقاهرة، عقب صلاة عصر امس عاء، إلى مثواه الأخير.
وقد حضر تشييع الجنازة عدد كبير من المواطنين بعضهم من سكان المنطقة، وقليل منهم أقارب الراحل وأصدقائه، بينما لم يحضر من الفنانين سوى فاروق الفيشاوى وأشرف زكى ومظهر أبو النجا ومنير مكرم.
وكان حلمي النمنم, وزير الثقافة المصري قد نعى الفنّان سيد زيّان وقال : إنّ الفنان الراحل كان قيمة عظيمة في فن الكوميديا، ورسم الابتسامة على وجوه الملايين، كما حفر اسمه في قلوب المعجبين بما قدمه من أعمال وأدوار كثيرة.
كما قدّم النمنم، خالص العزاء لأسرة الفنان الراحل، سائلًا الله أن يتغمده برحمته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
وكان قد رحل عن عالمنا امس هذا الفنان الكوميدي القدير، الذى رسم البسمة على شفاه الجماهير، ابتعد لفترة طويلة عن الوسط الفني بسبب مرضه، ولكن أعماله كانت حاضرة في أذهان جماهيره.
أجبر المرض الفنان سيد زيان على الغياب عن الشاشة ، منذ سنوات طويلة ، لكنه بقي في قلوب جمهوره بفضل بصمته في الأعمال الفنية التي شارك فيها.
ولمرات عديدة احتل سيد زيان مساحات واسعة في وسائل الإعلام بعد شائعة عن وفاته ، بعد صراع مع المرض ، قبل أن تخرج ابنته إيمان سيد زيان ، لتنفي الشائعة وتكتب تدوينة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” بأن والدها حي يرزق.
كما أكدت أن خلال هذه الفترة استطاع الفان الكبير أن يحفظ القرآن كاملا.
والفنان الكبير مواليد الزيتون بالقاهرة ، التحق بمعهد الطيران حيث تخصص في هندسة الطائرات ثم عمل بالقوات الجوية في القوات المسلحة المصرية.
بدأ “زيان” مشواره مع الفن كممثل تراجيدي من خلال فرقة المسرح العسكري الذي قدم من خلاله العديد من المسرحيات العالمية والعربية لكبار المؤلفين المصريين والعرب ، ثم اكتشف موهبته في الكوميديا بعدما انضم إلى فرقة الهواة مع الفنان “عبد الغنى ناصر” الذي أسند إليه أول دور كوميدي في مسرحية “إعلان جواز”.
وبعد النجاح الجماهيري ، الذي حققته تلك المسرحية ، أسند إليه المخرج نور الدمرداش دورا بارزا في مسرحية “حركة واحدة أضيعك” حتى جاءت انطلاقته الحقيقية بعدما رشحه الفنان الراحل “فؤاد المهندس” للمشاركة معه في مسرحية “سيدتي الجميلة” حيث تعاقد بعد ذلك للعمل مع فرقة الفنانين المتحدين في كل أعمالها التالية.
وانتقل الفنان “سيد زيان” من فرقة الفنانين المتحدين إلى فرقة الريحاني التي عمل بها لمدة تسع سنوات متواصلة ، ومن ثم قام بالاشتراك في العديد من المسلسلات، كما اختطفته السينما ليقدم البطولة المطلقة لأول مرة في أفلام “دورية نص الليل ، حظ من السماء ، كيف تسرق مليونيرا”.
ومن أبرز أعماله المسرحية “بمبه كشر، برغوت في العش الذهبي، زنقة الستات، قصة الحي الغربي، مأساة جميلة، المغفلين الثلاثة، زقاق المدق، يا حلوة ما تلعبيش بالكبريت، العسكري الأخضـر،الفهلوي” ، بالإضافة إلى العديد من الأعـمال التليفزيونية منها “أبيض في أبيض ، عماشة عكاشـة ، بيت الدمية ، اللعب في المضمون ، المال والبنون ، التـوأم ، إحـنا نروح القسـم ، الفرسان ، عمر بن عبد العزيز”.
ومع بداية الألفية الجديدة وتحديدا عام 2003 أصيب الفنان “سيد زيان” بجلطة في المخ أدت إلى إصابته بالشلل النصفي مما أبعده عن الأضواء في السنوات الأخيرة ، إلا أنه تعرض لأزمة صحية مرة أخرى بعدما تحسنت صحته وأصبح يسير بمساعدة العكازين دخل على إثرها المستشفى للعلاج على نفقة القوات المسلحة ، ولا يزال سيد زيان غائبا عن الشاشة ، لكنه لم يغب عن قلوب جمهوره.
وداعا سيد زين يا من رسمت الابتسامة على وجوه العرب في زمن كثرت فيه النكسات القومية فأضحى الضحك سلعة بائرة