كل التقدير للمجد في عيد ميلادها
بقلم : المحامي فايز شخاتره
الأخ العزيز أبا المظفر الموقر حفظه الله ورعاه
تحية عربية خالصة وبعد،،،
أتابع ”المجد” الحبيبة منذ صدورها في عام 1994 ، يوم كانت طفلة رائعة الجمال تنطق بحروف عربية مبينة، في وقت كانت الهجمة تنشر ظلالها على وطننا العربي الكبير، وتطلق ذلك الصوت القومي العربي النقي المعافى من أمراض الإقليمية والطائفية والمذهبية والجهوية التي تنخر جسد أمتنا العربية، بتحالف وثيق مع القوى الصهيونية والاستعمارية التي تهيمن على وطننا العربي الكبير وتتحكم في مقدراته.
واليوم، ووطننا العربي وهويتنا القومية العربية الجامعة لكل فئات أمتنا العربية، تتعرض لأخطر هجمة تعرضت لها أمتنا العربية منذ حروب الفرنجة على بلادنا، قبل تسعة قرون ، يختلط الحابل بالنابل وتتوه بوصلة الكثير من أبناء وطننا العربي، فينساقون وراء المخططات الصهيوأمريكية الرجعية ، باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، لتدمير أقطار وطننا العربي واحداً بعد الآخر، خدمة للقوى الغربية الصهيونية وتمكيناً لحكام جثموا وأُسرهم على صدر هذه الأمة عقوداً طويلة من الزمن، تحت عناوين الفوضى الأمريكية الخلاقة و” التغيير الديمقراطي” فيدمرون مابنته أجيال أمتنا خلال قرن من الزمن بعد تخلصها من السيطرة العثمانية، بدءاً بهياكل الدول القطرية التي حاربناها، كقوميين عرب مؤمنين بضرورة إقامة الدولة العربية الواحدة، لا لصالح إقامة دولة الوحدة، بل لإقامة كيانات وإمارات طائفية ومذهبية وعرقية وجهوية، تمزق وحدة الأمة وتقيم أفضل المناخات لاستمرار الصراع والتنازع بين أبناء هذه الأمة على أسس مذهبية وطائفية وقبلية، فتحقق للعدو الصهيوني وحماته مالم يستطيعوا تحقيقه خلال قرن من الزمن، دون أن يخسروا قطرة دم واحدة أو يدفعوا دولاراً واحداً.
وفي هذا الظلام الدامس، تبرز ”المجد” صحيفة عربية صادقة الولاء والانتماء لأمتها العربية، تحمل الراية العربية القومية وتحارب المخطط الصهيوأمريكي القاضي بتفكيك الدول العربية القائمة، تمهيداً لتفكيك المجتمع العربي في كل قطر عربي، على أسس طائفية ومذهبية وجهوية وقبلية، وتدافع عن أهداف أمتنا في الوحدة والحرية والاشتراكية واسترداد أجزاء الوطن السليبة وسيادة المنهج العلمي العقلاني، بدلاً من مناهج العصور الوسطى المغرقة في الغيبية.
”فللمجد” في عيدها الثاني والعشرين كل المودة والتقدير، مع أطيب التمنيات لها وللقائمين عليها بدوام التقدم والنجاح، صحيفة تقاتل بشجاعة وثبات، لتنشر الوعي القومي العربي، ومحاربة كل القوى الظلامية والصهيوأمريكية ، ونشر ثقافة النضال والتخلص من الهيمنة الأجنبية.. ولا نامت أعين الجبناء.
رئيس المنتدى العربي / عمّان