”المجد” وقد تحولت إلى منبر قومي نقدي عقلاني !

رفعت جريدة المجد منذ إنطلاقتها الأولى لواء الدفاع عن الثوابت القومية في كافة محطاتها ومستوياتها ومعارجها، وتحولت بهذه المثابة إلى منبر منير ومستنير تتلاقى فيه الآراء وتتناءى بقانون الصراع والوحدة، ولكنها تبقى ملتزمة ومضبوطة في دائرة المصالح والأهداف القومية الكبرى للأمة العربية .
وقد أتاحت لها هذه الأبعاد أن تكون مساحة مقتطعة في عالم وفضاء إعلامي متضارب ومتناقض ومدنّس أحياناً، وثابرت على ترديد مفرداتها ومسلماتها وقناعاتها بطريقة مبدئية ومتواصلة، وكانت على الدوام على أبواب الجروح والانجراحات العربية في طول البلاد وعرضها، وقدمت الرئيس على الثانوي والخلافي، ولملمت خيوط الواقع العربي – بقدر إمكاناتها – بعد أن تمزقت هذه الخيوط وتنافرت وأصبحت لفيفة من العقد التي يصعب حلها وتفكيكها، ولكن المجد وما كمن فيها من حس تاريخي وتطلعات عربية استشرافية رائدة وخلاقة بقيت واقفة وصامدة، تردد بملحمية فريدة .. تباُ للمستحيل !
”مدّت المجد لسانها الصغير في وجه العالم الكبير” ولم تتراجع عن وثبتها وعنفوانها وبقي رئيس تحريرها ينحر الرمال ويطارد اللصوص الذين يحاولون سرقة القمر العربي ويدفعون به إلى الخفاء والكسوف، وكانت تلك من مآثرها المرتبطة بعقل ربانها وتوجهاته وتطلعاته وفهمة للروح العربي وتجلياته وتحولاته، إذ كان عندما يألفونه ينفر ويطرح البديل والنقيض والمجافي للعقل الكسول والمستقيل .
ما عرفت رئيسا للتحرير في بلادنا يمد خيوط المودة مع زملائه مع خيوط الفكر بهذه الكياسة واللياقة ! وما عرفت رئيسا للتحرير يأتي إلى القلوب ولو عن طريق السؤال والمهاتفة والمهارشة وتوليد النقائض أحيانا فهو دائما المؤتلف والمختلف والمجادل العنيد المتعلق بأفكارة والمحترم للآخر وعقله وفكره، والمؤمن بشرعية الاختلاف والحق فيه . وتلك شمائل نادرة لا بد من الحديث عنها ونحن نتحدث عن المجد ومأثرتها المعرفية والسياسية الكبيرة واللافتة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى