على خُطا ”المجد” نواصل الصعود..
بقلم : انصاف قلعجي
كيف لا تخرج الحروف تتلمس طريقها من آتون الروح، لتسطر مجدها في ذكرى جريدة ”المجد”. اثنان وعشرون ربيعا، والمجد تزهو بكتّابها وقرّائها ومواقفها العروبية الناصعة، وقبل ذلك، برئيس تحريرها المناضل العروبي المبدع فهد الريماوي الذي حمل في جنبيه إرادة لا تنثني، وعزماً وشجاعة وقدرة على المواجهة، لا يحملها إلا صاحب قضية، وهو يصغي بقلبه لنبض العراق وفلسطين وسورية، ولكل الذين ذاقوا أهوال ” الربيع العربي/ العبري”..
” المجد ”..
منذ أن بدأت الكتابة فيها، أي ما يقارب الخمسة عشر عاما، وأنا أشم في ثنايا أوراقها رائحة النيل الخالد، ونسائم دجلة والفرات تهب بين صفحاتها، وأرى ياسمين الشام (يتعمشق) على أكتافها، وتتفتح براعمه على شبابيكها، وعطر الجاردينيا يفوح بين حروفها.. وتتمارى فلسطين في تموجات حيطانها.. من أين يأتي كل هذا الجمال إلا من جريدة حافظت على مواقفها، فلم تنحن لأحد، ولم تمدّ يدها لأحد، فعاشت” فقيرة” في مادياتها، ”غنية” في عطائها الكبير وإصرارها على مواقفها القومية رغم العداء الذي تعرضت له، والسجن والتوقف عن الصدور و.. و..
سعدت برفقة أصدقائي، جيراني على صفحات ”المجد”، وهم الأساتذة نوال عباسي، عبد الهادي راجح، محمد شريف الجيوسي وإسماعيل أبو البندورة. وقبلهم الأساتذة زياد عودة، ونايف أبو عبيد، والباحثة هدى أبو غنيمة وغيرهم .
فضاء رحب رغم ضيق الفضاءات في أمكنة أخرى. تهدر فيه كلمات الزعيم جمال عبد الناصر” ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”، ومن القرآن الكريم” وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل”، ومن كلمات السيد المسيح عليه السلام” من لم يكن لديه سيف فليبع رداءه لشرائه”.
يكفي أنها جريدة تعنى بنبض الشارع، تقف إلى صف المقاومين، تنشد الحرية لكل المستضعفين الذين قهرهم طغيان الفئات الفاسدة، تقرأ ما وراء الكواليس. ويضع ”أبو المظفر” نكهته الخاصة.
ها قد مضت أعوام وأعوام يا ”أبا المظفر”، والمجد تمضي شامخة ”واثق الخطوة يمشي ملكا”، لم تحد قيد أنملة عن مبادئها، ولا طغت عليها حمّى الصحراء. وإن صدرت إلكترونيا، لكن ملمس أوراقها سيبقى يبعث نشوة في عروق من يحتضنها، ويقرؤها من الغلاف للغلاف، فتغتني الروح وهي ترى شبابيك العروبة تفتح من جديد، وما انتصار الجيش العربي السوري في تدمر، وانتصاره القادم من حلب إلا العبق الذي يهب من تلك الشبابيك.
فتحية إلى هذه الجريدة العربية الأصيلة في عيدها الثاني والعشرين، بقيادة ربانها الكبير فهد الريماوي”أبو المظفر”، وإلى كل العاملين في الجريدة.