منصة الصدق والخلق والمناعة الوطنية
بقلم : المحامي د. هاني الخصاونة
الأخ الأستاذ فهد الريماوي المحترم
تحياتي الأخوية، وتهانيَ الصادقة لكم ولاسرة المجد الغراء بعيد ميلادها الثاني والعشرين .
وهذه المناسبة ذكرتني على الفور بتسارع الأيام وتعاقب السنين، فهذه الأثنان وعشرون عاماً هي عمر بكل ما في هذه الكلمة من معنى، كما ذكرتني برفقة العمر التي جمعتنا منذ أيام الفتوة والدراسة في القاهرة إلى أن إنتهينا في عمان، وقررت أنت أن تنخرط في دنيا الإعلام ككاتب متنقل بقلمه الجذاب الساحر بين صحف محلية وعربية عرفت قدرك وموهبتك وعمق ثقافتك، ففتحت لك أبوابها لتزين صفحاتها بمقالاتك بإسمك المعروف تارة، وبإسم مخبوء تارات أخرى هو (أبو المظفر) دون أن يعرف أغلب قرائك أن هذه الكنية المنتقاه مستمدة من إسم نجلك الطبيب اللامع والأديب المفطور على حب الكلمة البليغة الصادقة الدكتور مظفر فهد الريماوي الذي تحتضنه أهم المشافي العالمية الآن.
ولا أزال أذكر بداية مغامرتك بإفتتاح صحيفة ”المجد” . وأنت في وضع يكاد ينطبق عليه قول الشاعر ( لا خيل عندك تهديها ولا مال )، ولكنك بما جبلك الله تعالى عليه من إمتلاك عزيمة صلبة وإرادة عصية على الإنكسار إقتحمت الساحة الإعلامية، وتحولت ”المجد” إلى منصة يجد فيها القارئ الأردني والعربي ضالته بما يشبع أشواقه للصدق، ويثير في عقله ملكة التأمل والنقد ويعزز في وجدانه المناعة الوطنية وحب المبادئ، والتمسك بالأخلاق الرفيعة .
لم تجد ”المجد” وللأسف عوناً لها من مصدر العون الأساسي لكل الصحافة الورقية وهو الإعلان او الإشتراك، لا بل حاربتها الأيدي النافذة بالخفاء وحجبت عنها ما ضؤل من إشتراك السنوي لا قيمة له، كما لم تستجب ”المجد” لأغراء التفريط بالنزاهة ونظافة اليد، بل بقيت على العهد يتحمل ربانها وضعها المالي الصعب .
ولقد راودت صاحب ”المجد” فكرة الإستراحة بعد أن تكالب عليه العبء المادي وثقل السنين المتوالية، وكان يصده محبوه عن هذه الفكرة، ويؤكدون له أن ”المجد” إندمجت بشخصه من غير قابلية لإنفكاك إحداهما عن الأخر، وكان هذه الصد يلاقي هوى في نفس” أبو مظفر” فيحجم عن الإستراحة، وخاصة أن جزءاً من هذا الصد يجيئه من افراد اسرته وأصدقائه القريبين منه وكلهم قراء من سوية مرموقة يتمنى الكاتب الأصيل إن يكونوا هم بالذات أو من في سويتهم قراءه ….
أخيراً أصدق التمنيات ”للمجد” بالخير والعز لها ولربانها وطاقمها .
معالي العم الدكتور هاني الخصاونة الاكرم،
تحية عربية و بعد،
أشكرك على كلماتك الرقيقة و مشاعرك الصادقة. و انا قد تربيت على حبك و احترامك و انت صديق العمر للسيد الوالد و للمجد الغراء، و عمي العزيز
حفظك الله و متعك بموفور الصحة و السعادة
ابنكم
مظفر