مراكز دراسات امريكية تحصي هزائم وانتكاسات السعودية وتشكك في مستقبلها
اعرب معهد كارنيغي الامريكي عن قناعته بأن السعودية, نتيجة لاخفاقاتها المتعددة في الاقليم والانتكاسات التي تعرضت لها في سوريا, قد باتت ترسم سياساتها “باللعب على حافة الهاوية”.
وقال ان الاجراءات التي اتخذتها السعودية مؤخرا ضد حزب الله والحكومة اللبنانية قد تؤدي في نهاية المطاف الى اضعاف حلفائها وزعزعة الاستقرار في لبنان, معتبرا ان لبنان “كان الضحية الاولى للسياسة السعودية الجديدة .. بخلاف سياسة التقارب مع دمشق منذ عام 2008، اذعانا منها بأنه يستحيل وضع حد للتأثير السوري على السياسة الداخلية في لبنان.”
واضاف “من الواضح ان المملكة السعودية تسعى لتكبيد لبنان ثمنا باهظا جراء محاولته التوفيق بين علاقاته مع طهران والرياض, بيد ان حظوظها بالنجاح ضئيلة جدا.”
واستدرك بالقول : ان “اي نجاح اقليمي محتمل سوف يترتب عنه ثمن كبير يتعين ان تدفعه السعودية في لبنان، وان يكون حلفاؤها هناك هم الضحية الاكبر لهذه السياسة السعودية, وفي افضل الاحوال ستؤدي الى تعميق الانقسام السياسي، واضعاف اكثر فاكثر قوى 14 آذار.. اما في اسوأ الاحوال، فمن شأن سحب الدعم السعودي عن لبنان افساح المجال امام زيادة التدخل السياسي والمالي الايراني.”
وشدد المعهد على ان “الولايات المتحدة اعربت عن تحفظها على المناورة السعودية الاخيرة، كما انتقدتها فرنسا.”
وعلى هذا الصعيد ايضا, استعرض معهد هدسون الامريكي طبيعة “التحالف الاسلامي بقيادة السعودية، الذي يواجه مأزقا متوازيا في الاراضي السورية .. مشابه للمستنقع الذي تواجهه السعودية في اليمن، مما يطرح ظلالا من الشك حول فعالية الحكومة السعودية.”
واوضح المعهد انه نظرا لتراكم الاخفاقات السعودية فان “داعش” وقوى ارهابية وغير ارهابية اخرى باستطاعتها القول “ان الدولة السعودية الثالثة قد انتهى مفعولها، وفقدت السلطة الملكية شرعيتها وقدرتها العسكرية لحماية المسلمين.”
وخلص المعهد الى رسم صورة قاتمة لمستقبل العائلة المالكة في ظل صراعها “الايديولوجي” مع ابي بكر البغدادي وامتداداته الاعلامية، (للظفر) بتبوء صدارة الايديولوجية الجهادية لسنوات عدة قادمة.”