كتاب جديد : الديموقراطية والإسلام/السياسي

صدر حديثا كتاب بالإنجليزية عنوانه “الديموقراطية والإسلام/السياسي” عن دار عود الند، لندن، للباحث الزميل عدلي الهواري. موضوع الكتاب كان ولا يزال يلقى الكثير من الاهتمام الفكري والسياسي وهو مدى توافق الديموقراطية مع كل من الإسلام وما يسمى الإسلام السياسي.

يخوض الكتاب في أعماق المسألة المتشابكة ويقسمها إلى أربعة أقسام، الأول تعريف الديموقراطية، ويناقش في هذا السياق الآراء التي تعتبر الديموقراطية مفهوما فضفاضا يمكن أن يعني أي شيء أو لا شي، والآراء التي تتحدث عن تحقيق متطلبات قبل نشوء الديموقراطية، ووجهات النظر التي تتحدث عن استحالة نشوء الديموقراطية في بعض الثقافات، وتحديدا الإسلامية بزعم عدم إمكانية فصل الدين عن الدولة.

وينتقل البحث المعمق في القسم الثاني إلى سبب الاهتمام بالديموقراطية، وإلا فلا معنى للاهتمام ببحث توافقها مع الإسلام. وفي القسم الثالث يركز على ما يقوله الإسلام عن الديموقراطية، وإن كان يطرح بديلا لها، مثل مفهوم الشورى، وفي هذا السياق، يستعرض الكتاب المفاهيم المختلفة للشورى، كالمفهوم الإجرائي المحدود الذي تبناه الشيخ محمد سعيد البوطي، والمفهوم الواسع الذي يشمل اختيار الحاكم الذي يتبناه رحيل غرايبة.

وخصص القسم الرابع لما يسمى الإسلام السياسي ومدى التزام أحزابه بالديموقراطية، وإن كانت ستستخدمها للوصول إلى الحكم ثم تغير طبيعته إلى نظام غير ديموقراطي، ويناقش في هذا السياق ما يقوله مارتن كريمر، والإجراءات التي يقترحها مصطفى السيد ومنها وجود مجلس دستوري يحق له إصدار أمر للجيش بتغيير الحكومة في حال انتهاكها الحقوق الأساسية للمواطنين.

وخلافا للكثير مما كتب عن الموضوع بالإنجليزية، يستخدم الكاتب الكثير من المراجع العربية، بما في ذلك كتابات الإسلاميين، ويناقش أفكارهم وحججهم ، ومنهم أبو الأعلى المودودي، الذي قال قولين متناقضين، أحدهما أن الإسلام مناقض للديموقراطية، والآخر أن الإسلام ديموقراطي الجوهر. كما يناقش ما قاله سيد قطب، وتحديدا على تركيز قطب على القول “إن الحكم إلى لله”، وهي أربع كلمات ترد في بضع آيات من القرآن الكريم. ويطرح الكتاب في جزء منه سؤالا مهما يطرحه غير المسلمين أكثر من المسلمين، وهو متعلق بإمكانية تعايش الديموقراطية مع الشريعة الإسلامية.

ويناقش الكتاب أفكار من كتبوا عن الديموقراطية والإسلام بالإنجليزية من أمثال برنارد لويس وسامويل هانتغتون وفرانسيس فوكويوما، وهذا الأخير قال قولين مناقضين، يخطئ في أحدهما قول ماكس فيبر إن الديموقراطية لا يمكن أن تنشأ إلا في ثقافة محددة، ثم يقول إن الإسلام غير متوافق مع الديموقراطية، وكل ما يمكن أن يفعله المسلمون هو تحدي الديموقراطي بالعنف.

يبحث الكتاب هذه القضية الفكرية والسياسية المهمة في سياق حالة دراسية، هي الأردن، الذي توجد فيه منذ الأربعينات جماعة للإخوان المسلمين، التي شاركت في الانتخابات البرلمانية التي حدثت عام 1990، وأسست حزبا سياسيا لهذا الغرض هو جبهة العمل الإسلامي.

تجدر الإشارة، إلى أن المؤلف، عدلي الهواري، قد حصل على درجة الدكتوراه من جامعة وستمنستر في لندن، حيث كان فيها عضو هيئة تحرير دورية “بوليتين” الصادرة عن مركز دراسات الديموقراطية، ومارس التدريس فيها كمحاضر زائر. وصدر له في تموز (يوليو) 2015 كتاب عنوانه “اتحاد الطلبة المغدور” وثق فيه تجربة تأسيس وانهيار فرع الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الولايات المتحدة.

الكتاب متوفر من خلال متاجر أمازون على الإنترنت أو بالتواصل المباشر مع دار عود الند في لندن من خلال موقعها على الإنترنت  (oudnad.net/books).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى