ويل للمهرولين على تل ابيب المتنكرين لعروبة فلسطين
بموفور اموالهم يشتري حكام الخليج العار لانفسهم، ويستقدمون الاستعمار لمشيخاتهم، ويستوردون القواعد العسكرية الاجنبية لتحمي عروشهم، ويجندون طوابير المرتزقة والارهابيين لسفك دماء ابناء امتهم، ويستأجرون آلاف الاقلام والمنابر والحناجز لتجميل قبائحهم ولفلفة فضائحهم وما اقترفت ايديهم، ويدفعون – عداً ونقداً- تكاليف تهويد المسجد الاقصى واسرلة التراب الفلسطيني، لقاء الرضا الصهيوني عنهم والعطف الامريكي عليهم.
ولان ينابيع الثروة النفطية طلعت في الجانب الخطأ من الخارطة العربية، ووقعت – بكل اسف- في ايدي السفهاء الجهلة من اعراب الابل والرمل.. فقد انقلبت من نعمة الى لعنة، وتحولت من مكسب الى خسارة، وتسخرت لنفع الاعداء وقمع الاشقاء، وتكرست لنشر الاراجيف الرجعية والتخاريف الوهابية والفتاوى التكفيرية، على حساب العصرنة والحداثة والمفاهيم الوطنية والقومية والتحررية.. ناهيك عن التحاقها العضوي بالمحافل الرأسمالية العالمية التي تهيمن عليها القوى والمراكز والكارتيلات اليهودية.
مواضع العلل واسباب الخلل لدى هؤلاء الاعراب التعساء تكمن في قفزتهم المفاجئة من الحالة الرعوية البدائية الى التغول في اكتناز الارصدة المليارية، ومن حضيض الفقر وجدب الصحراء الى قمة الثراء والرخاء.. دون ان يبذلوا جهداً وينزفوا عرقاً وتعباً، ودون ان تمر بلدانهم ومشيخاتهم القاحلة بمراحل التطور الانتاجي الزراعي ثم الصناعي ثم الالكتروني، بل دون ان تتفاعل عقولهم القاحلة والخاملة مع معطيات العلم والمعرفة والتدرج الثقافي والفكري والحضاري.
واذا كانت تجربة ”حرق المراحل” المعروفة تاريخياً قد انطوت على مخاطر عالمية جمة، وقادت عدة دول لتجشم الكثير من الارتدادات والانهيارات، فليس ببعيد ان تؤدي لعبة اعراب الخليج في ”القفز عن المراحل” الى سلسلة من الكوارث والاعاجيب والمتناقضات والتصرفات الشاذة والعنطزيات الرعناء والحمقاء.
كان المأمول من ”جيل الابناء” الذين التحقوا بارقى المعاهد والجامعات الاوروبية والامريكية، ان يتجاوزوا جيل ابائهم من الحكام القبليين الاميين الذين صنعتهم بريطانيا ورسمت لهم حدود مشيخاتهم وما ملكت ايمانهم، وان يعودوا الى اوطانهم مدججين بالوعي السياسي، وشغوفين بقيم الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية.. ولكن هؤلاء الابناء سرعان ما تكشفوا عن زمرة من الجواسيس والعملاء الذين جرى تجنيدهم وتزبيطهم، خلال دراستهم في الخارج، لحساب اجهزة الاستخبارات الغربية والصهيونية.
وهكذا، فقد تجاوز الحكام الابناء جيل الآباء، ولكن لجهة المزيد من العمالة والتبعية والعبودية، فمثلما كان الآباء صنائع وتوابع للاستعمار البريطاني، اصبح الابناء اذناباً وخدماً للموساد الاسرائيلي والمخابرات المركزية الامريكية.. ولا نامت اعين هؤلاء الصبية الجبناء والعملاء الذين هانوا على انفسهم، وخانوا قضايا امتهم، واداروا ظهورهم لفلسطين الذبيحة، ويمموا وجوههم شطر تل ابيب.
بئس هؤلاء الصبية الاوباش، وبئست معتقداتهم السقيمة ومرجعياتهم المشبوهة التي زينت لهم التباعد والتباغض وقلب ظهر المجن لايران، باعتبارها عدواً ”شيعيا” يهدد عروشهم ومشيخاتهم، مقابل التقارب والصلح والتطبيع مع اسرائيل، بوصفها صديقاً وحليفاً ”يهوديا” مخلصاً لاهل السنة يمكن الركون اليه والاعتماد عليه والاستقواء به في مواجهة الاطماع الفارسية.
بادئ الامر وقعت امارة قطر في غرام العدو الصهيوني ودلفت خلسة الى فراشه، وقد تزامن ذلك مع استضافتها لقاعدتين عسكريتين امريكيتين في السيلية والعيديد، بدعوى الاحتماء بهما من التهديدات العدوانية السعودية.. ثم كرت مسبحة التطبيع الخليجي، مباشرة او مداورة، فشملت البحرين والسعودية وسلطنة عُمان، واخيراً دولة الامارات العبرية- العربية سابقاً- التي فتحت قلبها وذراعيها لاستقبال ممثلية اسرائيلية كاملة الاوصاف، رغم انها ترفع لافتة مزورة ومحورة بغية الضحك على الذقون وذر الرماد في العيون.
لسنا ندري كيف يتوهم غلمان الحكم الخليجي ان تهب اسرائيل لنجدتهم، وتهرع فيالقها لنصرتهم وخوض حروبهم بالوكالة، والاشتباك العسكري العاجل مع ايران دفاعاً عنهم واكراماً لسواد عيونهم.. فيما ينسون – او يتناسون- ان هذه الاسرائيل المسكونة باقصى درجات الغدر والمكر والاستعلاء التوراتي العنصري، قد دأبت منذ ايام خيبر على تسخير الآخرين (الغوييم) لخدمتها، وتوريطهم لخوض معاركها نيابة عنها.. ولعل الامثلة والشواهد كثيرة وماثلة للعيان، بدءاً من المثال الاوروبي الذي كان له الفضل في اقامة الكيان الصهيوني فوق ارض فلسطين، وليس انتهاءً بالمثال الامريكي الذي يشكل مطية للنفوذ اليهودي، وبندقية مصوبة بشكل دائم الى صدور اعداء هذا الكيان الشرير.
اسرائيل – يا صبية الخليج – لا تبحث عن اصدقاء وحلفاء وشركاء، بل عن عملاء واتباع واجراء.. ومشروع اسرائيل الاستراتيجي لا يقتصر على احتلال فلسطين ووضع اليد على وادي النيل والهلال الخصيب، بل يمتد طولاً وعرضاً ليشمل ما بين طنجة وجاكرتا، سواء بالاحتلال التوسعي المباشر، او عبر الهيمنة والنفوذ والسيطرة عن بُعد من خلال تنصيب حكام اراجوزات تحركهم بواسطة ”الريموت كونترول”، وتوجههم الى ما تحبه وترضاه، وتتلاعب بهم آناء الليل واطراف النهار.
هل استوعبتم- يا غلمان الرمل وفرسان الجهل – دروس الرئيس التعيس محمود عباس، ومن قبله الرئيس المغدور ياسر عرفات، ومن قبلهما الرئيس المرتد انور السادات.. فقد وقع هؤلاء الرؤساء في شر اوهامهم، وخسروا كامل رهاناتهم، وندموا حين لا ينفع الندم، وشكلوا عبرة لكل من يعتبر.. وذلك بعدما اكتشفوا – متأخرين – ان العدو الصهيوني الذي خدعهم بمعسول الكلام عن السلام، وشجعهم على الاعتراف به والتفاوض المباشر معه من موقع المشاركة الندية، قد ورطهم وغدر بهم، بمجرد ان كسر حواجزهم النفسية، وفض بكارتهم الوطنية، وضمن خضوعهم لشروطه ونزواته واملاءاته، فراح يعمل على تقزيمهم وتحجيمهم ومرمطة كرامتهم، وتخفيض مرتبتهم من مستوى الشركاء الى خانة الخدم المنزوعي الدسم والمسلوبي الارادة والفاقدي خط الرجعة.
لسنا – كقوميين ناصريين – من دراويش ايران، ولا من المعجبين بنظام الولي الفقيه، ولا من الغافلين عن احتلالها لتراب الاحواز والجزر الثلاث.. ولكن كل هذا لا يمنعنا من الانتصار لها والتحالف معها في كثير من المواقف والميادين، ولا يدفعنا الى اشهار سيف العداء لها مقابل رفع اغصان الزيتون لاسرائيل، ولا يردعنا عن طرح السؤال التالي على صبية الخليج : ما دمتم قد كسرتم الحواجز النفسية، واتقنتم الحديث باللغة العبرية، وفتحتم ابواب الحوار مع الكيان الصهيوني البعيد عن مشيخاتكم والعدو الوجودي لامتكم.. فلماذا لم تفعلوا مثل ذلك، اولاً وابتداءً، مع الدولة الايرانية المجاورة لبلادكم، والمنتمية الى دينكم، والحاضرة في كل صفحات تاريخكم ؟؟
وعليه.. فلعل افدح خطٌّأ يقترفه علوج الخليج بحق انفسهم، هو الانفتاح على اسرائيل والاستقواء بها والاطمئنان اليها، ولعل اثمن جائزة يمكن لهم ان يقدموها لايران، هي تنازلهم لها عن قضية فلسطين، ونفض ايديهم من هذه القضية ارضاءً لحليفهم الاسرائيلي الجديد، وظناً منهم انها لم تعد قضية العرب المركزية، ولا محل اهتمام والتزام الجماهير الشعبية، ولا مصدر عنف وتوتر على الساحة الاقليمية.. الا ساء ما يظنون ويتوهمون، ففلسطين ما زالت جوهر الصراع في الشرق الاوسط، وام القضايا في نظر غالبية العرب والمسلمين واحرار العالم، ووسام الفخر والمجد والشرف على صدر كل من يرعاها ويتبنى قضيتها ويناضل لنصرتها وتحريرها، وباصقة العار والشنار والاحتقار في جبين كل اعرابي يفرط فيها ويتنكر لها ويخون امانتها ويتخلى عنها لايران او غيرها.
الويل، كل الويل لكم يا صبية الخليج من احكام التاريخ، فهو العادل والعنيد الذي لن يرحمكم، ولن تستطيعوا رشوته او شراءه بكل اموالكم الطائلة.
الاخ الكاتب جعلتنا نكفربعروبة اؤلئك الرهط ممن ذكرت بمقالك اعلاه وهاهي حروب الردة ومسيلمة الكذاب تعود من خلالهم فأين لنا من خليفة كابي بكر وسيف الله المسلول خالد بن الوليد والشهيد البطل صدام حسين يرد كيدهم في نحرهم هم وايران واسرائيل وامريكا راس الحية قاتلهم الله اناى يؤفكون جميعا خصوصا جيل العمالة الحالي منهم فقد دمر الامة في اليمن وسوريا وليبيا وسيناء والعراق وجعلها شذرا مذرا وليس لها دون الله كاشفة .