الاتهامات المتبادلة تمزق وفود المعارضة السورية في جنيف

يقول المثل العربي المعروف ٍ”اذا اختلف اللصوص بان المسروق”, وها هي فصائل المعارضة السورية المتواجدة في جنيف تكيل الاتهامات بالخيانة لبعضها بعضاً, ويحاول كل فريق استبعاد الفريق الآخر, واحتكار حق تمثيل جسم المعارضة كاملاً.

وفي هذا البازار التهريجي, هاجم “وفد الرياض” رئيسة لجنة “مبادرة الأستانة” ورئيسة حركة “المجتمع التعددي” رندة قسيس، جراء تصريحاتها حول القضية السورية ولقاءاتها بشخصيات يضع عليها الوفد الكثير من علامات الاستفهام, حيث اعاد الوفد الى الاذهان ظهور قسيس في وقت سابق برفقة الرئيس الإسرائيلي السابق “شمعون بيريز”، والرئيس الشيشاني “رمضان قاديروف”، والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطانية “ريتشارد ديرلوف”.

وقد رفض هذا الوفد أن تكون قسيس ضمن صفوفه الموجودة حالياً في سويسرا للمشاركة بمفاوضات مؤتمر جنيف 3، وذلك على الرغم من محاولة المبعوث الأممي إلى سورية “ستافان دي ميستورا” إدخال قسيس وغيرها من الشخصيات التي تعتبرها المعارضة أقرب للنظام منها إلى وفد المعارضة المفاوض.

غير ان روسيا عبرت عن اصرارها على ضرورة أن يتضمن الوفد أطيافاً واسعة, في إشارة إلى ضرورة ضم قسيس ورئيس تيار قمح “هيثم مناع” الذي لمح إلى أن وفد الرياض على علاقة بـ”تنظيم القاعدة”، إضافة إلى نائب رئيس الوزراء السابق “قدري جميل”.

وقد نجح “وفد الرياض” في إبعاد قسيس عن صفوفه، ما اضطر “دي ميستورا” إلى دعوتها مع 9 شخصيات أخرى إلى جنيف بصفة “مستشارين”، شريطة ألا يتواجدوا في مدينة جنيف حيث تجري المفاوضات بل في مدينة لوزان، لكن قسيس تؤكد على وسائل الإعلام أنها مدعوة ومن معها إلى جنيف لـ”التفاوض” وليس للتشاور.

وفيما يصر “وفد الرياض” برئاسة العميد أسعد الزعبي على ضرورة تطبيق مطالب المعارضة بإدخال المساعدات للمحاصرين، ووقف القصف، وفك الحصار عن المدن من قبل النظام، واعتباره أن المفاوضات لا يمكن أن تبدأ قبيل تحقيق هذه المطالب، فقد قالت قسيس في تصريح لوكالة “سمارت”: “نحن نريد وقف الحرب ووقف إطلاق النار والدمار، لكن علينا أن نكون واقعيين فلا يمكن لأحد فرض شروط مسبقة”.

كما أحاطت قسيس نفسها بعدد من المواقف والتصريحات التي أثارت ضدها انتقادات واسعة، وخلفت رفضاً واسعاً في صفوف المعارضين لتمثيلها الشعب السوري في المفاوضات والحديث باسمه.

ويأخذ “وفد الرياض” على السيدة قسيس والشخصيات المنضوية في “مبادرة الأستانة” على عدم ممانعتهم في بقاء الرئيس الأسد في السلطة، إذ قال مدير المكتب الإعلامي لـ قسيس عبد الجليل السعيد  في تصريح لقناة الميادين المؤيدة لإيران إن “الحل الأمثل هو “إيقاف التدخل الخارجي في سورية من كل الأطراف، وأن تجتمع المعارضة على هيئة حكم انتقالي تبتعد فيها عن التفاصيل، سواء مع بقاء الرئيس الأسد، أو عدم وجوده”.

يضاف الى ذلك ان قسيس تواصل هجومها على “وفد الرياض”, وتلميحها إلى تشدده فكرياً واعتباره “ولد من رحم الوهابية السعودية”، ففي تصريح سابق لها قالت قسيس في تعليقها على تنظيم السعودية مؤتمر الرياض: “كأنه يطلب من آل كابون تنظيم اجتماع ضد الجريمة المنظمة أو أن يقوم زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي بتنظيم هذا اللقاء”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى