عوض الله يتولى التجسير بين الاردن والامير محمد بن سلمان
علمت ”المجد” ان باسم عوض الله، رئيس الديوان الملكي السابق، ما زال يشكل حلقة اتصال خاصة بين القصرين الملكيين في كل من عمان والرياض، نظراً لعلاقاته الوطيدة مع كل من الملك عبدالله الثاني، وخادم الحرمين السعودي الملك سلمان ونجله القوي الامير محمد، ولي ولي العهد.
وكان عوض الله قد باشر دوره في المقاربة والتوفيق بين عمان والرياض لدى حمله رسالة، في شهر ايار الماضي، من الملك عبدالله الى الملك سلمان، ولا يزال يواصل هذا الدور برضا وتشجيع الجانبين الاردني والسعودي، خصوصاً بعدما برز في مقدمة المشهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي تربطه صداقة قوية مع عوض الله.
ففي معلومات ”المجد” ان عوض الله قد تعرّف على الامير محمد، قبل بضع سنوات، لدى وجودهما في المغرب، حيث تولى رجل الاعمال عبدالله صالح كامل (نجل الثري السعودي المعروف) تقديم الاول للثاني، توطئة لقيام علاقة شخصية واقتصادية متينة بين الطرفين.
وذكر مصدر مطلع ”للمجد” ان عوض الله يتولى التجسير، بشكل خاص، بين القصر الملكي والامير محمد الذي يعتبر الآن رجل السعودية الاول بحكم نفوذه الشديد عند والده الملك سلمان، وتجاوزه في كثير من الاحيان لصلاحيات ولي العهد الامير محمد بن نايف الذي لا يبدي الكثير من الحماس لتطوير العلاقة الاردنية- السعودية.
ولفت المصدر الى ان الملك عبدالله قد اتصل، في معرض استنكاره لحادث حرق السفارة والقنصلية السعوديتين في ايران، بكل من الملك سلمان، ونجله الامير محمد الذي سبق له زيارة الاردن في شهر آب الماضي، وابداء الحرص على تعميق العلاقة مع المسؤولين الاردنيين، سواء بتأثير مجهودات عوض الله، او بحكم طموحه الكبير في خلافة والده على العرش السعودي.
على صعيد متصل، وفي سياق استعدادات الامير محمد لخلافة والده، فقد أفاد تقرير لمعهد واشنطن لشؤون الخليج، نقلاً عن ”مصادر عديدة رفيعة المستوى” نية الملك سلمان التنازل عن العرش لصالح ابنه محمد بن سلمان، ضمن خطة تقضي أيضاً بعزل ولي العهد ووزير الداخلية محمد بن نايف.
وقال التقرير إنه وبحسب مصادر مقرّبة من مجريات الخطة، فقد أخبر الملك سلمان أشقاءه بأن استقرار المملكة السعودية يحتاج إلى تغيير تسلسل الخلافة على العرش بشكل عمودي بين الأبناء فيما هو الآن أفقي بين الأشقاء، وبالتالي نقل الحكم إلى ابنه محمد.
فمنذ تأسيس المملكة السعودية عام 1932، انتقلت الخلافة على العرش من الملك المؤسس عبد العزيز إلى ابنائه سعود ثم فيصل ثم خالد وفهد وعبد الله حتى وصل الحكم إلى الملك الحالي سلمان في 23 كانون الثاني 2015. وبحسب الإجراءات الحالية، فان الخلافة على العرش يتعين ان تنتقل إلى ولي العهد محمد بن نايف.
ونقل التقرير أيضاً عن المصادر قولها إن الملك سلمان استند في خطته إلى التجربة الأردنية في ترتيب اجراءات انتقال الخلافة على العرش بين الإخوة إلى انتقالها عمودياً من الملك إلى أبنائه، واستند أيضاً إلى أن الأمير محمد بن نايف ليس لديه أبناء ذكور، بينما لدى الأمير محمد بن سلمان ولدان، هما سلمان ومشهور.
وقال ”معهد واشنطن لشؤون الخليج” في تقريره إن الملك سلمان، الذي وضع الملك عبد الله الثاني في صورة هذا الموضوع، ينوي التنازل عن العرش لابنه وهو لا يزال على قيد الحياة ليضمن عدم تهميش ذرّيته وإخراجها من السلطة، كما حصل مع أبناء الملوك السعوديين السابقين. ويلفت التقرير إلى أن المصادر لم تشر إلى وقت محدد للعملية التنازل، ولكنها قالت ان ذلك قد يتم في غضون أسابيع.