السعودية تتولى تشكيل تحالف اسلامي “وهمي” لمحاربة الارهاب

أثار الاعلان السعودي المفاجىء اليوم بتشكيل “تحالف اسلام عسكري” لمحاربة الارهاب, العديد من التساؤلات حول ماهية هذا التحالف وتكوينه وهيكليته وكيفية ادارته وآليات عمله؟ وما الجديد الذي سيحققه خصوصا أن الدول المؤثرة فيه منضوية تحت لواء “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم أكثر من 60 دولة، لمحاربة “تنظيم داعش”؟ ولماذا لم يضم التحالف عدة دول اسلامية تعاني من الارهاب مثل الجزائر وايران والعراق؟ وماذا يعني ان تكون الرياض مقرا لهذا التحالف العسكري الاسلامي؟

هذه التساؤلات وغيرها تبحث عن اجابات خصوصا أن الاعلان عن “التحالف العسكري الاسلامي”، جاء مفاجئا دون أي مقدمات، بل من خلال مؤتمر صحفي منفرد لولي ولي العهد، وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، في قاعدة الملك سلمان الجوية وسط الرياض، وتمت الدعوة له للصحفيين والاعلاميين بشكل مفاجىء ودون اعلان اي تفاصيل، من خلال رسالة جوال تتضمن حضور مؤتمر صحفي في القاعدة الجوية، في وقت متأخر من مساء أمس.

مصادر موثوقة في الرياض أكدت أن الاعلان عن “التحالف العسكري الاسلامي”، جاء بترتيب من الأمير محمد بن سلمان”، في محاولة للبروز والقيام بدور “اسلامي – عالمي” في الحرب ضد الارهاب وهي الشغل الشاغل للعالم الآن، وتسويق نفسه لدى الدوائر الغربية، وهو أمر يرتبط تماما بترتيبات داخل البيت السعودي، تتحدث عن صعود نجم “بن سلمان” على حساب الرجل الثاني في هرم السلطة الأمير محمد  بن نايف “ولي العهد،  ووزير الداخلية”، وهو الرجل الذي يحمل ملف الحرب ضد الارهاب وحقق فيه نجاحات كبيرة، ووجه ضربات استباقية ضد تنظيمات “داعش” و”القاعدة” والجماعات المرتبطة بها، وشكل تحالفا أمنيا على المستوى الخليجي والعربي؟

المغرد السعودي المشهور على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “مجتهد” قال أن التحالف الذي أعلن عنه الأمير محمد بن سلمان  ” لا يشتمل على أي ترتيب عملي ولا قوات مشتركة ولا تنسيق عسكري ولا دستور إداري ولا لائحة تنظيمية, كما لا يشتمل على الحد الأدنى من طبيعة الأحلاف، ومنها تحديد هدف قابل للقياس، وتعريف الحليف والعدو، وتعريف التصرف المحتمل وغير المحتمل”.

واضاف مجتهد قائلا “ما حصل ليس سوى تفاهم شفوي مع مسؤولين في الدول المذكورة حول محاربة “الإرهاب” ولن يزيد شيئا عن التنسيق الاستخباراتي والسياسي الذي تقوده أمريكا”.

وقد ربط “مجتهد بين اعلان “بن سلمان” التحالف الاسلامي ضد الارهاب وبين تقارير استخباراتية غربية – تقرير جهاز المخابرات الالمانية الخارجي- عن “اندفاعات بن سلمان وخطرها على أمن المنطقة” وقال “مجتهد”: سبب حماس بن سلمان لهذه الفكرة الفارغة هو انزعاجه من احتفاء الغرب بمحمد بن نايف واعتباره بطل محاربة الإرهاب ومن ثم الأولى بقيادة السعودية، ومن جهة أخرى انزعج من التقارير التي تتحدث عنه كطفل متهور يشكل خطرا على السعودية خاصة ما صدر من قبل المخابرات الألمانية وبعض الصحف الأمريكية”.

وقد وصلت شكوك “مجتهد” في هذا الاعلان الى حد وصفه بانه مجرد فكرة استعراضية، وقال “باختصار هي حركة استعراضية بااااائسة تعكس استماتة محمد بن سلمان في إثبات أنه الأقدر على إرضاء الغرب في الانتصار على الإرهاب من محمد بن نايف، وكأنّ بن سلمان يقول بهذا الإعلان لأمريكا والغرب: إذا كان بن نايف قد انتصر على الإرهاب في المملكة, فأنا سانتصر على الإرهاب في كل العالم الإسلامي”.

كما ربط “مجتهد” اعلان التحالف العسكري الاسلامي بالتنافس على هرم القيادة وقال “قد نجح بن سلمان في تجريد بن نايف من كل السلطات إلا الأمن الذي لم يتمكن من سحبه منه بسبب حماية أمريكية, فقرر القفز فوق سلطته بهذا الإعلان”؟

هذا وكان الأمير محمد بن سلمان، قد أكد في مؤتمره الصحفي أن الإعلان عن تشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب يأتي حرصا من العالم الاسلامي على محاربة هذا الداء، ولكي يكون شريكا للعالم كمجموعة دول في محاربة هذا الداء، وقال «إن التحالف يضم مجموعة من الدول الاسلامية التي تشكل أغلبية العالم الاسلامي، وهذا يأتي من حرص العالم الاسلامي لمحاربة هذا الداء الذي تضرر منه العالم الاسلامي أولاً قبل المجتمع الدولي ككل»، وأوضح  أنه سيتم إنشاء غرفة عمليات للتحالف في الرياض لتنسيق ودعم الجهود لمحاربة الارهاب في جميع اقطار وأنحاء العالم الاسلامي، مشيرا إلى أن كل دولة ستساهم بحسب قدراتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى