الكبتاغون يحول متعاطيه الى وحش

كيف يتحول الارهابي الى وحش ؟ كيف يمكن أن يقتل عشرات الأشخاص الأبرياء بدون شعور بأدنى انفعال ؟

قد يكون الجواب موجوداً في مخدر الكبتاغون.

في 26 حزيران الماضي، حدثت جريمة قتل مروعة في سوسة في تونس. النتيجة، 39 قتيلاً و39 جريحاً. يقول الشهود إن الرجل المسؤول عن هذا الهجوم كان يبتسم وهو يرتكب جريمته. كيف يمكن لشاب عمره 23 سنة أن يبتسم وهو ينتزع حياة عشرات الأشخاص ؟ أظهر تشريح الجثة بعدها أنه كان تحت تأثير مخدر عند ارتكابه جريمته. هذه المادة الشهيرة هي ال fenethylline المعروف أيضاً باسم الكبتاغون Captagon.

الكبتاغون هو منشط من عائلة الأمفيتامينات مثل الmeth أو الecstasy المعروف أيضاً تحت اسم MDMA. تم تركيبه لأول مرة في عام 1961، واستعمل مدة طويلة كمنشط في رياضة ركوب الدراجات، وأيضاً لمعالجة مشاكل فقدان الحس والنشاط الزائد.

في سنة 1986، وُضعت هذه المادة المذهلة على قائمة الممنوعات من منظمة الصحة العالمية وسحبت من الأسواق لأنها تسبب مشاكل قلبية, ولكنها لم تختف تماماً.

في كل العصور، كان الجنود والأشخاص المتورطين في المعارك يتعاطون المخدرات. لذلك ليست صدفة أن نجد هذه المادة متوفرة بكثرة في الشرق الأوسط.

ما العلاقة بين الكبتاغون والمقاتلين ؟هذا المخدر شائع جداً في مناطق الحرب لسببين : الاول لان كلفته زهيدة, والثاني لانه يساعد المحاربين على تحمل المواجهات اليومية, وهو منشط يخفي مشاعر الألم والتعاطف مع الآخرين. إنه يؤدي إلى تعرق زائد ويمنع النوم, ويمكن أخذه إما كحبوب وإما عن طريق الحقن وهذه الأخيرة تعطي تأثيراً أسرع ومضاعفاً !

بفضل المخدرات عموماً وهذا المخدر خصوصاً، يصبح المحاربون أكثر يقظة، يقاومون التعب أكثر ويشعرون خصوصاً بلذة مدهشة.

كما كل الأمفيتامينات الأخرى، يمنح هذا المخدر قدرة على مقاومة التعب وتيقظاً كبيراً وفقدان القدرة على الحكم على الأمور. فهو يعطي من يتعاطاه الإحساس بالقدرة الكلية، وبأنه ملك العالم, علاوة على أنه يجرّد هؤلاء الأشخاص من الصفات الإنسانية ويجعلهم مدمنين، وغير قادرين على الشعور بالألم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى