موجة العداء لمسلمي أوروبا تخدم “داعش”

حذّرت دار الافتاء المصرية، ممّا أسمته “الممارسات العدوانية والتجاوزات بحق بعض مسلمي الغرب عموما وفي فرنسا على وجه الخصوص”، بعد الهجمات الأخيرة التي تعرّضت لها باريس مساء الجمعة الماضي، والتي أودت بحياة 128 شخصاً وخلّفت مئات الجرحى.

وأكّدت أن “الممارسات العدوانية التي قد يتعرّض لها المسلمون في أوروبا تخدم تنظيم داعش الذي سيسعى لضم المزيد من الساخطين، وكذلك اليمين المتطرف الذي يقوم بممارسات عنصرية ضد المسلمين مستغلاً هذه الأحداث”.

وقال “مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية” التابع لدار الإفتاء، في بيان صدر عنه امس الأحد، “إن الوجود الإسلامي في أوروبا يتعرض لتحديات خطيرة مع تواتر أنباء عن أعمال عدائية ضد المسلمين في كل من فرنسا وإسبانيا انتقاماً لمجزرة باريس الإرهابية”.

وأثارت هجمات باريس ردود أفعال عنيفة ضد مسلمي أوروبا، حيث شهدت مدينة ليل الفرنسية (شمال) مظاهرة تطالب بطرد المسلمين من فرنسا، كما قام متطرفون بإحراق مساجد في إسبانيا وهولندا.

وعقّب “مرصد الإفتاء” على هذه الممارسات التي وصفها بـانها “عنصرية”، بالقول “إنها تزيد من قوة وفرص تنظيم داعش في تجنيد العديد من الأفراد والعناصر التي تتعرض لممارسات عنصرية من بعض الأطراف اليمينية المتشددة والمعادية لوجود المسلمين في أوروبا”.

وشدّد على أن “الممارسات العنصرية تجاه الأجانب بشكل عام، وتجاه المسلمين بشكل خاص دفعت الكثيرين إلى الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية للانتقام من المجتمعات الأوروبية التي نشأوا فيها”.

واعتبر أن “العنف والتفجير والقتل يغذي تيارات اليمين المتشدد في أوروبا ويضيف إليها قوة قد تدفعها إلى صدارة المشهد والحصول على السلطة وبالتالي تبني استراتيجيات مناهضة للوجود الإسلامي في الغرب، مما قد يدفع بالعديد ممن تعرضوا للتمييز الديني إلى الانضمام إلى التيارات المتطرفة التي تستثمر هذا الشعور وتلك الممارسات لتغذي لديهم الحاجة إلى الانتقام والتشفي من تلك النظم وهذه المجتمعات”.

ودعا مرصد الافتاء الدول الأوروبية بشكل عام إلى “اتخاذ إجراءات جادة وحازمة تجاه التنظيمات التكفيرية والمتطرفة”، مؤكداً على عدم مسؤولية مسلمي فرنسا عن تلك الأحداث الإرهابية.

ودعا الحكومة الفرنسية إلى إعادة النظر في السياسات والبرامج التي تنفذها لدمج الجاليات المسلمة في المجتمع، بالإضافة إلى منع مظاهر الإساءة إلى الإسلام ومقدساته، لـ “قطع الطريق أمام التنظيمات المتطرفة التي تسعى لاستثمار تلك التجاوزات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى