اعتذار بلير عن حرب العراق لن يعفيه من المحاكمة

أكد مدير “مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الأنسان” في سويسرا أنور الغربي، أن اعتذار رئيس البريطاني الأسبق توني بلير عن دوره في الحرب على العراق، لا يعفيه من المتابعات القضائية على خلفية ارتكابه جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وأكد أن الاعتذار سيدعم ما سعت المنظمات والمؤسسات الحقوقية الى الحصول عليه على مدى سنين طويلة.
وبيّن الغربي في حديث مع “قدس برس” يوم الخميس الماضي، أنه “يمكن الآن تفعيل الدعاوى المرفوعة في عدد من البلدان ضد بوش وبلير والتي تتمثل في انتهاك للقوانين والمعاهدات الدولية، ومِن بينها ميثاق الأمم المتحدة (خاصة المادتين الأولى والثانية)، ونظام روما الأساسي لعام 1998 الذي أنشأ محكمة الجنايات الدولية (المادتين 7 و8) اللتين تعدّدان جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وإتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 (إنتهك أكثر من 15 مادة من موادّها)، والملحق الأول لمعاهدات جنيف لعام 1977”.
ولفت الغربي، الذي شغل منصب مستشار سابق للرئيس التونسي للشؤون الدولية، الانتباه إلى “أنَّ سويسرا تعتمد مبدأ الولاية القضائية العامة التي تتيح محاكمة مجرمي الحرب أمام محاكمها الوطنية، وأن لديها أساسا قانونياً كافياً لإلقاء القبض على بوش أو بلير ومحاكمتهما اذا ما تواجدا فوق الأراضي السويسرية”.
وأضاف: “ان ّ (الرئيس الأمريكي الأسبق) جورج بوش (الابن) وتوني بلير مسؤولان مسؤولية مباشرة عن الحرب التي تم شنّها ضد العراق في آذار2003، وهما مسؤولان عن أعمال قتل، وتعذيب، وتدمير، واغتيالات، وانتهاكات ضد المدنيين، وتدمير المُدن وإصابة آلاف المدنيين بالأسلحة المُحرَّمة دولياً، سببتها العمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا كنتيجة مُباشرة للقرارات التي أتخذت دون موافقة مجلس الأمن، ولازال دعمهما للأحتلال وللدكتاتوريات بالمنطقة يسبب مخاطر جمة على الشعوب والسلام في العالم”، على حد تعبيره.
وكان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير قد اعتذر في تصريحات لقناة “سي أن أن” الأمريكية عن الأخطاء التي وقعت خلال حرب العراق التي شاركت فيها بريطانيا بقوات عسكرية بجانب أمريكا عام 2003، معتبراً إياها تحمل جزءاً من المسؤولية عن صعود تنظيم (داعش).
وقال بلير: “أستطيع القول أنني أعتذر عن الأخطاء وعن حقيقة أن المعلومات الاستخبارية التي تلقيناها كانت خاطئة، لأنه وحتى مع استخدام الرئيس العراقي صدام حسين للأسلحة الكيماوية ضد شعبه وضد آخرين، إلا أن ما ظننا أنه يمتلكه لم يكن موجوداً بالصورة التي توقعناها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى