زيارة الاسد لموسكو تفاجئ العالم وتثير حنق واشنطن
انتقد البيت الأبيض بشدة استقبال روسيا للرئيس السوري بشار الأسد في موسكو يوم امس الاول الثلاثاء.
وقال إريك شولتز، المتحدث باسم البيت الأبيض: “نرى أن استقبال الأسد على السجاد الأحمر بعد أن استخدم الأسلحة الكيمياوية ضد شعبه يتناقض مع هدف الروس المعلن بشأن انتقال سياسي في سوريا.”
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن القلق الرئيسي لدى الولايات المتحدة سببه دعم روسيا العسكري المستمر للأسد.
وأضافت أن هذا الدعم ساعد على تعزيز موقف حكومة الأسد، وأنه سيطيل من أمد الحرب الأهلية ويفضي إلى المزيد من التطرف.
زيارة بشار الأسد المفاجئة لموسكو تؤشر على تنامي الشعور بالثقة لدى الرئيس السوري. وتؤكد ان أي تسوية دبلوماسية للصراع السوري سوف تأتي عن طريق موسكو اولا، وان الأسد يجب أن يكون جزءا من الحل في الوقت الحالي على الأقل.
وجاءت زيارة الأسد إلى موسكو بعد ثلاثة أسابيع من بدء روسيا غارات جوية داخل سوريا ضد تنظيم “داعش”, فيما تعتبر اول زيارة يقوم بها الأسد إلى دولة أخرى منذ بدء الاحداث السورية عام 2011.
وقد ناقش الرئيس بوتين امس مع عدد من القادة الإقليميين نتائج زيارة الرئيس الأسد لموسكو, حيث اجرى اتصالات هاتفية مع كل من الملك سلمان بن عبد العزيز والملك عبدالله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس رجب طيب أردوغان، وفق ما أعلنه الكرملين.
وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي تعليقا على المكالمات الهاتفية إن الموضوع الرئيسي للمحادثات بين بوتين وهؤلاء الزعماء تركز حول الوضع في سوريا والمعركة المشتركة ضد الإرهاب الدولي، وفي هذا السياق أبلغهم الرئيس الروسي بنتائج زيارة الرئيس السوري.
من جهته قال المتحدث باسم الكرملين إن بوتين والأسد ناقشا القضايا المتعلقة بمتابعة العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وعمليات محاربة المجموعات الإرهابية والمتطرفة، ودعم العمليات الهجومية للقوات المسلحة السورية.
وأكد المتحدث ردا على سؤال صحفي أنه لم يتم التطرق إلى مسألة رحيل الأسد من السلطة.
جدير بالذكر ان هذه الزيارة قد أحدثت “مفاجأة دولية” حيث سارع عدد من المعنيين الدوليي الى إصدار تصريحات تعكس ردة الفعل التي سببتها الزيارة, فقد أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على الفور رفضه “أي عمل يعزز موقع الأسد”, وقال: “أرغب في أن أعتقد أن الرئيس بوتين أقنع بشار الأسد بأن يبدأ في أسرع ما يمكن عملية انتقال سياسي والتخلي عن منصبه”.
من جهته قال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: “أتمنى أن يبقى هناك”. ونفى داوود أوغلو تحول موقف بلاده حيال التسوية السورية، موضحا أن أي عملية سياسية في البلاد يجب أن تأتي بضمانات على رحيل الأسد.
وجاءت تصريحات داوود أوغلو تعليقا على ما نقل الثلاثاء عن مصادر حكومية تركية عن استعداد أنقرة لقبول مرحلة انتقالية في سوريا مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة لمدة 6 أشهر.
وإضافة إلى تلك التسريبات التركية نشرت عدة تصريحات تشير إلى تغير في موقف بعض الدول رافضة لوجود الأسد في السلطة، كان أبرزها من الرياض، حيث قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير يوم الاثنين الماضي إنه يمكن للأسد البقاء في السلطة إلى حين تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.
غير ان الموقف الروسي في هذا الخصوص ثابت لا يتغير, ومفاده ان موسكو لا تتدخل في تغيير الأنظمة، بل ترى أن الشعب السوري هو صاحب القرار فيما يخص مصير بشار الأسد.