رحيل الروائي المصري جمال الغيطاني

صباح امس الاحد كان ملاك الموت على موعد مع الروائي المصري الكبير جمال الغيطاني, فقد نعى حلمي النمنم وزير الثقافة المصري، هذا الكاتب الكبير، وقال إن «جمال الغيطاني روائي كبير وعظيم فقدته الرواية العربية، بوصفه الراعي المصري والعربي للرواية،  فضلا عن انه كان وطنيًا وعربيًا مخلصًا».

عن عمر ناهز 70 عامًا، وعلى إثر أزمة صحية حادة ألمّت به منذ نحو شهرين وأدخلته أحد المستشفيات العسكرية في القاهرة قضى الفقيد الكبير صباح امس, وقد شُيع جثمانه في مقابر «أوتوستراد» بالقاهرة بعد صلاة الجنازة عليه بمسجد السيدة نفيسة بالعاصمة المصرية.

وبالاضافة الى نعي وزير الثقافة المصري, فقد نعت هذا الفقيد مؤسسات الدولة المصرية والأزهر الشريف والقوات المسلحة والأوساط الأدبية في مصر والعالم العربي، ووصفت رحيله بالخسارة الأليمة.

سنة 1945 وفي قرية جهينة بمحافظة سوهاج بصعيد مصر ولد جمال الغيطاني، ومع انتقال أسرته للعيش بالقاهرة في حي الجمالية ذي الطابع الأثري الشعبي القديم، وهو الحي نفسه الذي عاش فيه نجيب محفوظ، اتسعت مساحة وعي الغيطاني، وبدأ يتلمس طريق الكتابة الصحفية والادبية, ولم تلبث محافظة القاهرة  ان قررت إطلاق اسم جمال الغيطاني على أحد شوارع منطقة الجمالية.

نال الغيطاني عددًا من الجوائز والأوسمة، منها: جائزتا الدولة التشجيعية والتقديرية في الرواية، ووسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس، وجائزة الصداقة العربية – الفرنسية عن رواية «رسالة البصائر في المصائر»، وجائزة مؤسسة العويس في الآداب. كما نال هذا العام «جائزة النيل في الآداب»، وهي كبرى جوائز الدولة في مصر.

جدير بالذكر ان الفقيد الغيطاني الذي مهجوسا بالموت, قد كتب فى السفر الثالث من “كتاب التجليات” فى وداع أمه التى ماتت يوم “سبت”: أبى رحل يوم ثلاثاء، فى أى يوم سيكون مختتمي؟ لا تدرى نفس ماذا تكسب غدا، ولا تدرى نفسى بأى أرض تموت، أمى ودعت أبى، وأنا أعيش وداعها، فمن سيسعى فى إثرى، من سيشيعنى، وأى لحظات دامعة سيذكرها ولدى و ابنتى أو امرأتى إذا لم أقض غريبا، وشهدوا ذهابى، وعلى أى مشهد سأغمض مقلتى إلى الأبد؟ أى موقف سيبرق من الماضى بينما العتمة تهوى عليًّ.

وكان الغيطانى قبلها قد تساءل : لماذا يكون موتنا دائما عند الفجر، لماذا نفارق العالم فجأة، هكذا رحل أبى، وهكذا أمى.

فى كتابه الضخم تحدث جمال الغيطانى عن الفرح والحزن والفراق واللقاء، لكن الموت كان له نصيب كبير، رأى أن وفاة “أمه” كانت المرحلة الفاصلة فى حياته التى وضعته على باب “التصوف كما يحب” هكذا كان جمال الغيطانى يرى “الموت” مرحلة لبدء جديد، ومسيرة مغايرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى